2014/05/22

ما احلاها عيشة المعيلة... للشاعر: محمد عبدالقوي حسن




مااحلاها عيشة المعيله

ولا كنت افارق عب ابويا غير قليل

نسهر ف عب الجرن نضرب فى الديابه

تقوم وتجرى

تنام شويا

من ورا النخلات تحوم

يفزع ابويا الفزعه تقطم نصهم

فاللى يلملم نفسه يتاوا فى جحر

واللى يدوخ م الفزعه يدخل فى الكيمان

وانا اقوم ف عز الفجر واللعب بالديابه

واخبط جثثهم بالحجر

وندخل القمحات نسد عيون خزانه

نعمل فطير

فى العتمه تحلوا الحكايا

وكبر ابويا ماعدش قادر ع الديابه

وكبرت انا وبحل عنه بالانابه

وسهرت جنب الجرن مليان بالشهامه

من غير ماتطلعلى الديابه

فى الصبح كنا مرصصين فوق الدكك

واخواتى طالقين الحلوق من غير كلام

طلعت علينا امنا

صاحوا العيال .. فين الفطير ؟

مالت لابويا بكلمتين واتنهدت

فرمانى ابويا بنظرتين

نظرات ابويا جحردتنى ع الخزانه

باب الخزانه انسد من بعر الديابه

بصيت لابويا ولايديه المشدودين على شعره لبيض

ولا قلتلوش ولا قاللى غير

يرحم زمانك يالديابه

حكومة الفلول... للشاعر: أشرف عمر مقلد





19 مايو 2014
حكومة الفلول

.......................


الفلول عاملين حكومة
بس نسيوا يصنفروها
من صداها والبرومة
قاموا حاولوا يجملوها
جهزوا حتة عزومة
وضبوها وشيكوها
عزموا كل غراب وبومة
ف الجرايد والإذاعة
حلفوهم 100 يمين
يغزلوا مليون اشاعه
يشرحوا فيها انجازاتهم
ويعيدوها كل ساعه
يخدعوا الشعب بكلامهم
يوهموا ودانهم وعينهم
انهم ماليين بيوتهم
بالملابس والبضاعة
وكأن الناس ها تاكل
من أكاذيب المذيعة
ورغم ان الناس غلابة
والرضا أقرب لذوقهم
واننا ف دولة ديابه
والفلول واكلين ودانهم
الا ان الشعب فاكر
للفلول سنوات فسادهم
والحكومة مهما لبست
من وشوش؛ النور كاشفهم
حتى مهما " الميديا " عملت
فالعفن فاضح ريحتهم

هل الشعر العامى أدب له مستقبل ؟!... بقلم الشاعر: محمد علي عزب




هل الشعر العامى أدب له مستقبل ؟!
محمد على عزب




للشاعر الراحل صلاح عبد الصبور عدة مقالات عن شعر العامية تحت عنوان " أدب و لكن ليس له مستقبل " قال فى أحدها ( اٍن شعر العامية قدم لنا نماذج طيبة تستحق بكل المقاييس أن تنسب اٍلى رفيع الشعر، و لكنى مع ذلك كله ما زالت أقول أن هذا الشعر لون فنى يبنى بناءه العظيم على خطأ لأنه يعتمد على لهجة لا ثبات لها )1 هذا الخطأ الذى أشار اٍليه صلاح عبد الصبور فى اعتماد شعر العامية الحر " قصيدة العامية " على لهجة لاثبات لها، ينسحب على باقى فنون الشعر العامى من زجل و مواليا و دوبيت و مقطعات شعرية ومربعات، وهذه المغالطة التى تبناها عبدالصبور فى مقالاته تضرب عرض الحائط بتراثنا العربى من هذه الفنون الشعرية، التى أبدع فيها العرب منذ أكثر من ألف ومئتين سنة بداية من فن المواليا و الفنون العراقية النشأة و الزجل الأندلسى، مرورا باٍبداعات المصرين فى هذه الفنون و تطويرهم لها وابتكار أنواع جديدة منها منذ القرن السادس الهجرى .
و قد حملت المخطوطات و كتب التراث الأدبى و كتب الرحالة و المؤرخين المشهورة والمتداولة فى عصرنا هذا آلاف النماذج من الأزجال و البلاليق و الدوبيت و المقطعات الشعرية و المواويل و الأغانى من العصر المملوكى و العصر العثمانى، نتعرف من خلالها على شعراء كبا ر، و لا يجد القارئ صعوبة فى التواصل مع هذه الأشعار و الأزجال المدوّنة بالعامية المصرية المتداولة فى ذلك الوقت و التى لا تختلف كثيرا عن العامية المصرية الحالية حيث أن العامية تأخذ معظم مفرداتها و استيعابها اللغوى من الفصحى كما أشرت سابقا، و من هذه المخطوطات و الكتب ما هو متخصص فى دراسة و نقد فنون الشعر العامى مثل كتاب العاطل الحالى و المرخّص الغالى لصفّى الدين الحلّى و كتاب بلوغ الأمل لابن حجة الخموى فى فن الزجل، ومنها ما يحتوى على مختارات من اٍبداعات لشعراء معروفين فى عصر معيّن مثل كتاب عقود اللآل فى الموشحات و الأزجال لشمس الدين محمد بن حسن النواجى، و منها الموسوعات الفنية مثل المستطرف من كل فن مستظرف للاٍبشيهى و الموسوعات التاريخية التى ضمّت أزجالا و أشعارا ترتبط بالوقائع والأحداث التاريخية مثل بدائع الزهور فى عجائب الدهور لابن اٍياس الحنفى المؤرخ الشاعر، فاٍلى جانب الأهمية التاريخية لهذه الموسوعة التى قدم فيها ابن اٍياس تاريخ مصر بالتفصيل فى العصرالمملوكى الأول والثانى بأسلوب حكائى شيق ولغة بسيطة، فاٍن لهذه الموسوعة قيمة أدبية لا تقل عن قيمتها التاريخية لما تحتويه من نماذج شعرية و بالأخص نماذج الشعر العامى فى ذلك العصر ولكون ابن اٍياس شاعرا فقد كانت لديه القدرة على اختيار أفضل النماذج الشعرية التى استعان بها فى سرده التاريخى و قدم أزجالا و أشعارا كاملة لابراهيم المعمار و خلف الغبارى و بدر الزيتونى وغيرهم، وهناك أيضا موسوعة النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة لابن تغرى بردى المؤرخ زميل ابن اٍياس، و كذلك موسوعة تاريخ الجبرتى المعروفة بعجائب الآثار فى التراجم و الأخبار التى قدم فيها الجبرتى نماذج من فنون الشعر العامى العامى فى العصر العثمانى بداية من سنة 1106هجرية و تراجم لبعض شعراء تلك الفترة كالشاعر الساخر عامر الأنبوطى الذى توفى سنة 1173هجرية .
و من أمثلة النماذج الرائعة التى وردت فى هذه الكتب زجل فى الحكمة للشيخ أبى عبدالله خلف الغبارى قيّم الزجل الذى كان يعيش فى القرن الثامن الهجرى قال فيه :
فى الناس رأينا للخير معادن و الدر يوجد فى كنز مثله
و ان رمت جوهر فى الشخص مكنون فجوهر الشخص أصل فعله
و ان كان تريد صحة المعانى و شرح ما فى البيان محرّر
خد فرع بيدك من أصل حنضل و ازرع جدوره فى أرض عنبر
و اسقيه بماء ورد ممزوج و عقد جلاّب و حلّ سكر
و حين تشوفه عقد ثماره و أن أوانه و حلّ فصله
دوقه تراه مر و السبب فيه ما يرجع الفرع اٍلاّ لأصله
و ضد هذا تلقاه بالاغصان كم غصن لا تشتهى صفاته
حتى اٍذا أينع و اخضرّ عوده أظهر نبات يعجبك نباته
و الورد مثله يخرج من الشوك زاهى و يخضر به جناته
بقدر ما فيه من النعومه تجد خشونه فى لمس شوك له
لكن لشمُّه و حسن قطفه تميل لقطفه و لا تملّه
فى الخلق من بالكرم ثماره تجنى و منهم بالبخل يابس
هذا و هذا من طينه واحده اٍن ردت ده و ده تقايس
كم غصن فى الروض له ضل ممدود مورق و مثمر بالزهر مايس
و غصن لا زهر و لا ثمار و لا أشاير توجب لحملُه
و الغصن ما يفتخر على الروض بغير ثمار أوراقه و ضلُّه
و رغم شهرة خلف الغبارى و انتشار أزجاله فى كتب التراث لم يذكر المؤرخون بالتحديد تاريخ ميلاده أو وفاته، قد ضاع ديوان خلف الغبارى الذى ( كان أثيرا لديه و لم يتحه لأحد، اعتزازا به، و ربما ضاع ديوانه لهذا السبب مع موت صاحبه و ذهب بذهابه )2 و ما كنّا تعرفنا على اٍبداعه لولا أزجاله و أشعاره المتفرقة التى وردت فى كتب التراث و لاقت اهتمام الباحثين و الدارسين القدماء و المحدثين، و قد قام د. عوض على مرسى الغبارى بالاٍبحار والبحث فى بطون هذه الكتب و جمع حوالى خمسمائة بيت من أزجال جده خلف الغبارى، و قدمها لنا فى كتاب / ديوان بعنوان أزجال الشيخ خلف الغبارى و تضمن هذا الكتاب دراسة نقدية قام فيها د. عوض بتحليل الأزجال الواردة فى الكتاب / الديوان و الكشف الخصوصية اللغوية و الجماليات الفنية لأزجال الغبارى .
وهناك زجالون و شعراء كبار وصلت اٍلينا دواوينهم كاملة و نالت شهرة فى عصرنا مثل ديوان قمع النفوس من كلام ابن عروس الذى نسميه ديوان مربعات أحمد ابن عروس الشاعر المصرى الذى عاش فى القرنالحادى عشر الهجرى ، و قد انتشرت هذه المربعات انتشارا واسعا حتى يومنا هذا منها ما تحوّل اٍلى أمثال و أقوال مأثورة، و منها ما يدخل فى الأغانى و المواويل و قد يرددها البعض دون أن يعلم من صاحبها مثل هذه المربعات :
اللى حبنا حبيناه و صار متاعنا متاعه
و اللى كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه
و أيضا :
يا بت جملك هبشنى و الهبشه جت فى العبايه
رمان صدرك روشنى خلى فطورى عشايا
و أيضا :
ما حد خالى من الهم حتى قلوع المراكب
اٍوعى تقول للندل ياعم لو كان على السرج راكب
و ديوان نزهة النفوس و مضحك العبوس للشاعر الساخر على ابن سودون اليشغباوى " 810ـ 868هجرية " كتبت غالبية أشعار هذا الديوان بالعامية المصرية، و ابن سودون شاعر ساخر ذاع صيته على مر العصور اهتم بتحقيق و دراسة اٍبداعاته الباحثون فى العصر الحديث و منهم الأستاذ العقاد و د. شوقى ضيف، و أول طبعة لهذا الديوان كانت فى القاهرة عام 1863م و من أحدث طبعاته طبعة سلسلة الذخائر هيئة قصور الثقافة 2010م تحقيق د. أرنود فروليك المنقولة عن طبعة جامعة ليدن ـ هولندا 1998م، و من نماذج أشعاره الساخره هذا النموذج فى الباب الثالث من الشطر الثانى فى الديوان والذى سمّاه ابن سودون الموشحات الهبالية حيث قال عن معصرة قصب :
فى الجزيره معصره فيها قصب يعصروه مقشور
يعملوه جلاّب و سكر شئ عجب ما ابركه فى الدور
أه لو انه بلاش ما له تمن ما بقيت مقهور
أنظر السكر صحيح وارجع أنا بقليب مكسور
يا مفيلّس روح و اقنع بالنظر لا تكون طمّاع
انظر البحر بأمواجه انحدر ما عليه منّاع
خد و فرق و املا عبّك لا امتناع ليس ماء محجور
و قد سافر ابن سودون اٍلى دمشق و انتشرت أشعاره التى كتبها بالعامية المصرية فى بلاد الشام و لاقت استحسان الجمهور، و يدل ذلك على عدم دقة الرأى القائل بأن الشعر العامى أدب لا ينتشر خارج حدود القطر و من قبل ابن سودون انتشرت أزجال ابن قزمان القرطبى المكتوبة بالعامية الأندلسية فى بلاد المغرب و المشرق العربى و أورد نقاد و مؤرخو الأدب العامى فى العصر المملوكى بمصر و الشام نماذج من أزجال ابن قزمان و مدغليس الأندلسى و اهتموا بها، و نجد أن من بين نقاد و مؤرخى الشعر العامى من كان ينتقل بين البلدان العربية ينقد اٍبداعات شعرائها و يقدم منها نماذج، مثل صفّى الدين الذى كان شاعرا و ناقدا ولد فى الكوفة فى القرن السابع الهجرى و تنقل بين بلاد العراق و الشام و مصر و ألّف كتابه الشهير العاطل الحالى و المرخّص الذى أورد فيه نماذج من اٍبداعات الزجل و المواليا و غيرها من فنون الشعر العامى لشعراء من عدة دول عربية، و كذلك عبد الرحمن ابن خلدون المؤرخ و الرحّالة الكبير أورد فى مقدمته الشهيرة عند حديثة عن فنون الشعر العامى و تصنيفها نماذج من اٍبداعات شعراء أندلسيين و مغاربة و مصريين و عراقيين .
و اٍن كان الحال هكذا فى العصور الوسطى فما بالك بعصرنا هذا الذى حدثت فيه ثورة الاٍتصالات و أصبح العالم كما يقال قرية صغيرة، و ينطلق أصحاب الرأى القائل بأن الشعر العامى أدب لا ينتشر خارج حدود القطر من أن لكل قطر عاميته الخاصة التى لا يفهمها غير سكّانه!، و نؤكد مرة أخرى على أن العاميات العربية جميعها فى جوهرها لغة واحدة تستمد معظم مفرداتها من العربية الفصحى، و يتجاهل أصحاب هذا الرأى انتشار أزجال بيرم و أشعار فؤاد حداد و صلاح جاهين خارج حدود مصر، هذا بالاٍضافة اٍلى أغانى أم كلثوم و عبد الحليم حافظ التى كتبها حسين السيد و مرسى جميل عزيز و أغانى عبد الحليم حافظ و غيرهم، وأغانى فيروز التى كتبها الشاعر اللبنانى سعيد عقل .

**************************

الهوامش
1 ـ نشأت المصرى ـ صلاح عبد الصبور ـ الاٍنسان و الشاعر ـ الهيئة العامة للكتاب ص52
2ـ عوض الغبارى ـ أزجال الشيخ خلف الغبارى ـ الهيئة المصرية للكتاب ـ سلسلة الثقافة الشعبية 2013م ص 23

مقتطف من كتابى ( عن تحوّلات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة ) ـ يصدر قريبا اٍن شاء الله عن اٍقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى ـ هيئة قصور الثقافة


2014/05/21

سندريللا... للشاعرة: ياسمين الشاذلي




بتفوت سنة
والتجربة خلاط زلط
بيكسر العضم العتيق.

كان الطريق
شبورة وغيوم عالجونلة
ضفايرها شايبة وتلج كاسي الارض
شمسية دايبة من حنين السما
والحلم داب في التلج
الكحل واشم سكة عالخد الشمال
وملامحه ومضة بتختفي وتبان..
ملامح الحلم اللي بتحارب عشانه
كات رمز ثابت في الخطا
بقي ضي خلفي للبيبان..

اشباح بترقص في الدخان
الكحل كمل وشمه طال الارض
الكحل سخن..والتلج مهما ًكان عنيد
قادر بطلة شمس يتولد اللي مات.

انزاحت الخيمة اللئيمة
واستسلمت سلبية القهر اللي معجونة بملامحه
الشمس تغتال في التفاصيل المملة
تحرق جبال التلج بحر أكاذيب لم تدوم
تحرق خيوط شمسية دابت م العفن
ضفايرها واقعة عالجونلة
وشعرها اصبح كاريه..
الكحل ضي برونزي راح تلاقيه
انفخ في جزمة سندريلا
رجّع شبابها اللي اندثر
زمل معاني البرد والوحدة
اخلص لحلمك وابتدي في الحفر
هتلاقي ايزيس ربما جثة اوزور
لكن ساعتها
هتلاقي قلبك راح يطير م الفخر
الحلم أغلي من جبان اتوارى وقت الحرب
الحلم موقف والمواقف تعمل الانسان
انحنيلك وانت رافع راسي بين الناس
وانت فعل يراضي خاطرى
مش مجرد رد فعل وكسرتي ببلاش
انحنيلك ..
لو في عز الحرب روحي كات سلاح
لما تثبتلي ان كل الجاى معاك
يستاهل فعلا يتعاش
لما تثبتلي ان ضهرك جيش ودولة حق
مش بطل ورقي مجرد قيل وقال
شماعته في الغلط الحلال
انحنيلك وارتجف
لو في مرة واحدة بس
ابتديت بالفعل بشعور مختلف
فرّغت طلقة في حلم عَجّز
أو تشد ستاير التلج الرتيب
تنبض بحلم جديد يستاهل الاخلاص.

أنا عبد مجبول ع الحنان... للشاعر: طارق العمري




ما تحاسبينيش ......
على إنفعال روحى بوجودك فى المكان
دا مهما كان ....
أنا عبد مجبول ع الحنان
و إن طال ينول ملوْ المحيط
من بحر حبك
برضه هايقولك كمان
ما تحاسبينيش على شوق بدى
ساعة ما شوفتك ع المدى
يا كحل عين القلب و جزيرة أمان
ساعة ما اشوفك
ليه باحس برغبة فى كسر الساعات
و اتمنى لو يقف الزمان
ما تحاسبينيش على قلب حبك
خالف الكل ف هواه
و إتمنى لو يكسب رهان
مدى إيديكى و طبطبى ع الروح
و هدَّى م الجروح
أنا نفسى أقول ... آن الأوان

*******


طارق العمرى

أنا ابن هذا الجيل... للشاعر: أشرف جميل فايز




أنا إبن هذا الجيل
اللي مالوهشي دليل
بيميله ساعه يمين
وشمال ساعات بيميل
أنا إبن هذا العصر
على عمري بيقامر
أنا إبن لصلاح نصر
ولعبحكيم ٠٠عامر
إبن لهزيمة بلد
كسرت صميم روحه
من يوم ماقلبي اتولد
بيتاجروا بجروحه
أنا إبن حلم ومال
قالوا عليه سحري
جانا اللي بعد جمال
وفتحها ع البحري
أنا إبن ثورة عيش
في بداية السبعين
في دوله ماتراعيش
وتحابي للملاعين
أنا إبن ٦ اكتوبر
ولعشره من رمضان
قلنا هانوصل بر
ونعيش بقى في أمان
بدت الحيتان تسمن
وشيلت انا الشيله
صبح الرئيس مؤمن
وكمان كبير عيله
أنا إبن صُلح مهين
ضيع حقوق الدم
ومن امتي كانلي كوهين
خال ... في يوم أو عم
أنا إبن شهر حزين
عصروا البلاد فيه عصر
يوم دخلوا الزنازين
كل اللي قال يامصر
أنا إبن يوم العرض
قاعد على منصه
سال الدما ع الأرض
وبفعل لأبالسه
وجه في غفلة زمن
واحد من الحراس
ماعرفشي دفع التمن ؟
أو جه على أي أساس
أنا إبن تلاتين سنه
مش قادر اوصفها
كسرت جميع مااتبني
وقلعوا ارصفها
أنا إبن عهد هباب
أنا إبن عصر خبيث
انا ابن للإرهاب
ومحاولة التوريث
أنا إبن في المفترق
وماقداموش شاره
أنا إبن قطر احترق
وغريق في عباره
أنا إبن عصر حبيب
وعاصرت كرباجه
أنا إبن فجر كئيب
ماحلمتش احتاجه
أنا إبن ثورة شعب
قامت بدون انذار
زرعت تقاوي الرعب
في دولة الفجار
واتهد سور ورا سور
واتشالت اللزقه
كسرت صنم مكسور
كان منتظر زقه
أنا إبن هذا التاريخ
في لعبة المصلحه
سابوا الميدان بيشيخ
والشهدا في المشرحه
وكله راح في طريق
ولمكسبه إختار
رفيق قتله رفيق
وبقى مابينهم تار
أنا إبن هذا الزمن
اللي ماشفلوش وش
أنا اللي بادفع تمن
والكدابين بتقش
أنا إبن حلق حوش
ابن التلات ورقات
وملايكه طلعوا وحوش
أكلونا ع الطرقات
أنا إبن مجلس حرب
جانا وصدقناه
شبعوا قفانا ضرب
وشبعنا قولة آه
أنا إبن حلم وضاع
في زحمة الدروايش
أنا إبن شاري وباع
حلمه برغيف العيش
أنا إبن هذا الجيل
متغير المسارات
أنا إبن هم تقيل
أنا إبن الانكسارات
٠٠٠٠٠

مناجاة.. للشاعر: مسعد كشك




مناجاة



عروسه بتلاغى القمر
ناموا الخاليين
ونص العاشقين
نور عشان يحلى السهر
جفف دموعى بطلعتك
خلينى اشوف بسمة حبايب
تترسم على شفتك
م الانتظار قلبى انفطر
خد منى مرسالى لحبيبى
الغربه نار
دا زمان حبيبى ف شوق وداب
م الانتظار
خدله سلامى ياقمر
ارميه عليه
واساله
امال طولت الغربه ليه
يا ابو قلب حجر

خمس شجرات لمون... قصيدة للشاعر: حامد أنور




خمس شجرات لمون
واتنين جزورين بلدي
معبطين على بعض
وشارع ترابي حزين
بيحن للإسفلت
ومدرسة الزامي بسور مهكع قديم
وعيال بتلعب سوا
عسكر وحرامية
وعيال في جنب الطريق
بتحل في الواجب
وعيال بتجري تنط خايفه م التأخير
ومدرسين وأُبل ..
ومدير .. مفيش ناظر
ومشرفين أنشطة
وموظفين حسابات
وفراشين م البلد
كرهوا الغيطان م الشقى
وشنط قماش دايب
مرمية فوق الأرض
ساعة طابور الصبح
وفصول كما الزنازين
وحطان ضاربها السلك
ودكك قديمة مكسرة
واخده على التزنيق
وسبورة .
وطباشير جيري بيسد بالواجب
وكتب واقلام ..
وحبة ورق كراريس
ودروس بتدَّرس في التاريخ والجبر
تلاميذ بلون الصبح
والقلب شفافي
صغار في توب دمور
أصفر خشن .. باهت
يوماتي نفس السيناريو
بيعيد في أحداثه
وانا كنت أشطر ولد
بعرف تاريخي بجد
بعرف تاريخ البلد من حزنها الأول
لحد عصر الملك
باعرفها امتى تثور
بركان شديد الغضب
باحسها جنة .. ساعة مايتحني
كل النخيل بالرطب
واطرح معادلاتي
ساعة الخيار للجد
حدوتة عفوية
تزول هموم عمرنا
والمر يصبح شهد
ضربت بيكى المثل .. وقت المحن نشتد
منك إليكي حبيت .. ترميني أيامي
والقاني من تاني
باعيش في حدوتة

تلات شجرات لمون
واتنين جزورين بلدي
متفرقين عن بعض
وشارع طويل وعريض
بيفج م الإسفلت
ومدرسه إلزامي
بسور من الخرسان
وعيال بترقص سوى
سامبا ومكارينا
وعيال في جنب الطريق
بتحل فى الفوازير
وعيال بتمشي بدلع
واخده على التزويغ
ومدرسين وأُبل
ومدير معاه ناظر
ومشرفين أنشطة
وموظفين حسابات
وفراشين م البلد
مشغولة بالمشاريع
وشنط هاندباج ماركات
متعلقة ع الكتف
ساعة طابور الصبح
وفصول ومتزوقه
وحيطان بتضوي ضو
ودكك جديده وكراسي... خاليه من التزنيق
وسبورة
وطباشير طبي، وكتب واقلام
وحبة دست كشاكيل
ودروس بتدرس في الفنون والرقص
تلاميذ بلون العصر
والقلب دغشاش
صغار في توب الجينز
أزرق وكموني
قمصان حرير فسكوز
مصري ومستورد
يوماتي نفس السيناريو
بيعيد في أحداثه
وانا كنت أشطر ولد
قبل الزمان ما يدور
دلوقتي أصحى اصطبح
وأفرش بحاجاتي
لبان ونوجة ولب
وبادعي من ربنا
الرزق يتيسر …


2014/05/20

أنا حلم ناس تانيين .. للشاعر: أشرف عمر مقلد




البيصي بيقولكم
لو كنتوا مش فاهمين
أنا مش ها أكون حلمكم
أنا حلم ناس تانيين
أنا حلم للفاسدين
وحلم للخاينين
وحلم للكارهين
لعدالة الموازين
أنا حلم للي خان
وحلم للي هان
وحلم للي كان
في زمرة السارقين
أنا حلم بالتعجيز
للثورة فين ما تكون
أنا دولة العواجيز
وحلفها الملعون
أنا للي عاوزة غموس
مش حلم .... ها ابقى كابوس
لا طايلها مني فلوس
ولا أكل للمساكين
أنا حلم للجبار
إني أخد له التار
وأعيده للأنوار
واشرد الثوار
أنا حلم كل عبيط
ودولةالظبابيط
وحلم للشراميط
وحلم للفُجَّار
أنا حلم للقابضين
وحلم للهاويين
ياكلوا على الجانبين
وحلم للأشرار
أنا حلم للإعلام
وأساتذة الأوهام
وحلم للي صام
عن نهبه بالإجبار
ماتعشموش نفسكم
أنا أصلي مش حلمكم
ولا أرضي هي أرضكم
ولا جنتي والنار
أنا حلم للغدار
والتعلب المكار
والأفعي والصرصار
وحلم للفاشلين
أنا حلم وحلمتوه
أو لهو واتلهيتوه
أنا شر لو جبيتوه
ها تكونوا م الآسفين

من إمتى الأعمى بيوّلف على الألوان؟... للشاعر: ناصر دويدار




من إمتى الأعمى بيوّلف على الألوان؟

ومن إمتى الوهّج فى اللون

بيستريّح

فى نظره الأعمى؟

شئ طبيعى

ماتشوفش أبتهاجى

بطوق الورد اللى لافف على مشربيه روحى

وشئ طبيعى

القله مابتلمعش فى عيونك

وتحسها فارغه

وناشفه ع الفخار

وشئ طبيعى ورد روحى

بيكتر

وبينبت

ويخرج عن طوع جنينتى للشارع

يلطش عبيره خد بنت

يترمى على جلابيه ساده
يتبحتر عبير

ودوشه موسيقى

يغرّق فى حضن بنوره أزاز

شئ طبيعى

ماتشوفنيش...عميان

وشئ طبيعى

أعمى القلب

مابيشربش مايّه

وشئ طبيعى جدا

غرورى الشخصى

والمستفز للعميان

بإنى رسول فنان

مهمتى الأصليه ع الأرض

أرمى رسالتى
ورد

وأغانى

وعناقيد عنب
وعصافير

وكوبيات شاى بنعناع

لأمه......

بتقى شرها

بمزيد من الغرور

وتجاهل ....بصه العميان

مسكين / للشاعر : أشرف فايز ... قراءة صامتة .. بقلم: هناء محمد



هناء محمد
مسكين / للشاعر : أشرف فايز ... قراءة صامتة .. !




لابد من أنه " مسكين " من يصفه الشاعر في طيات مخيلته ، رؤية يتضح بداخلها كيفية التعامل مع النفس البشرية ، ومدى التمكن من رصد خلجات هذه النفس ، نتعمق كثيراً معه ، هو كذلك غزل من النقاط حروف آدمية الصنع ، ذات هوية متعمقة الفكر ، وواضحة المعالم .. كأنه جزء من جحيم عام ، يتفاقم داخل أعماق الأنفاس المشبعة بحفريات ..
الزمن الملعون ، وفي إيماءات متلاحقة منه يسطر ألم دفين ، وصوت لا سمعه سوى صداه ، موال ينعت الوقت " بالفارغ من حياته" ، ترنيمة فائقة الحزن ، وكمال ينقصه التقدير
مسكين
عمال تلف من زمان عمال تدور
مربوط في ساقيه ولا اشتكيت!
او حتى مره تعترض ..
و لاّ تثور
ومغميين ليك العيون
لجل تتخبى الحقايق
اما حاجه صحيح.. تضايق
دى الحقايق عاوزه نور
متحدده ليه خطوتك؟
ومحوطينها بالف سور
كل خطوه
بترتفع فيها المياه
تروي كل العطشانين
يتولد م الموت حياه
يالا تعالا هااقولك سر
بس اوعى تندهش
انت نبع بيروي كل العطشانين
بس ممكن يوم تموت من العطش

فصول السنة المصرية لأحمد سراج... دراما الثورة من ترميز الحلم إلى توثيق الحكاية .. دراسة للأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار





دراما الثورة
من ترميز الحلم إلى توثيق الحكاية
أ.د.محمد فكري الجزار



(1)
......
تأتي مسرحيتا أحمد سراج
في سياق واحد متصل، وقد أحسن إذ نشرهما معًا، فقبل الثورة بعام كامل (يناير 2010) كتب سراج نص "القلعة والعصفور"، وبعد الثورة (2011) قدم نص "فصول السنة المصرية"، ومن الواضح من عنواني النصين، أن أحدهما رمزي، بينما يشير الآخر إلى الطبيعي: (فصول السنة) مخصصا بمصر: (المصرية). هذا التفاوت بين الرمزي والطبيعي يفسر التفاوت الزمني "ق. ث": (قبل الثورة) و"ب. ث" (بعدها)، وما يجب لأي منهما من رؤية للواقع مختلفة عن الآخر تخالف ولابد بين الرؤى الفنية التي تقف خلف بناء كل منهما.
ولنشر النصين معًا فعله التأويلي. فباعتباره واحدة من عتبات النصين، تلتحق صفة المصرية بالنص السابق على الثورة، لتصبغ مفردتيه بهما وتخفِّض بالتالي من رمزيتهما وتشحنهما بالقدرة إلى الإحالة إلى السياق الخارجي. وكأن المؤلف قد شعر بهذه القدرة الإحالية لعنوانه فدفعها دلاليا للأمام بقوله في عتبة أخرى بعنوان "إضاءة": "كِي تَكْتَمِلَ الْحِكَايةُ: جَمِيعُ الأسْمَاءِ وَالأمَاكِنِ الوَارِدَةِ لَيسَتْ مِنْ وَحْي خَيَالِ الْمُؤَلِّفِ، وَكَذَا الأحْدَاثِ وَالتَّفَاصِيلِ، اللهُمَّ إِلا النِّهَايَةَ – وَأَتَمَنَّى أَنْ تَتَحَقَّق". وهذا التعليل "كي تكتمل الحكاية" يؤسس للإحالة الواقعية للترميز الدرامي المغرق الذي قامت عليه المسرحية، وبالتالي يترجح النص بين الرمزي والواقعي، يساعده في ذلك تضافر الاثنين في مفردتي العنوان: "القلعة" و"العصفور".
هذا الترجّح ينتهي تماما بصفة "فصول السنة"، فهي صفة – إذا نظرنا إلى موصوفها – تبدو زيادة لفظية لا تضيف معنى جديدًا، إذ إن فصول السنة لا تختلف باختلاف الأماكن، الأمر الذي يدفع إلى تأويل "الموصوف" فلا نجد إلا التعليل غير المقنع "كي تكتمل الحكاية"، وكأننا إزاء عنوان آخر مسكوت عنه لسبب ما: "الحكاية المصرية"، وهو ما يتطابق تطابقًا كاملاً مع "القلعة والعصفور"، فكلاهما حكاية تحرر وإن كان الأخير أخذ منحى رمزيًّا، لا لشيء إلا لأن الحكاية ما تزال في دائرة الرجاء، وما إن دخل الرجاء دائرة التحقق حتى انكشف الرمز عن مرموزه وتجلت الحكاية في اكتمالها فصولا أربعة في المسرحية الأخرى.
إن الأديب، في ممارسته الإبداعية، يمثل رأس الرمح في وعي جماعته، ولكن في لحظة استثنائية يتجاوز وعي الممارسة عند جماعته كل وعي فردي وإن كان وعي أديبها، إنها لحظة استثنائية بكل المقاييس وليس لها اسم آخر غير "الثورة"، والأديب الحق الذي يعترف لجماعته بما حققته فيصبح نصه توثيقا فنيا لفعلها وممارستها. والنصان يتوزعان على هذين الوعيين، أما النص الرمزي فيمثل وعي الأديب، في لحظة سابقة على الثورة أراد المؤلف إعطاء ما يعتمل في سيكولوجية جماعته شكله ورؤيته وخطابه من خلال نصه، والنص الواقعي يمثل وعي الجماعة في لحظتها الاستثنائية، أراد المؤلف أن يلتقط منها الجوهري الذي يتكرر في تنوع ظاهراتها المتكثرة، ويكون إنجازه الإبداعي أنه تمكن من القبض على ذلك الجوهري.
مسرحية "القلعة والعصفور" – إذن – تتنبأ بالثورة، ولكنها سلكت مسلكًا لتحقيق هذه الثورة أقل مما حققه الواقع في مسرحية "فصول السنة المصرية"، والمؤلف يعي المسافة بين نبوءة الثورة وإعجازية تحققها، يعي هذه المسافة وعيًا جعل المسرحية الثانية أقرب ما تكون إلى الدراما التسجيلية لولا أن شخوصها وأحداثها غير متعينة واقعيًّا، وإن كانت ممثلة لكل تعيناتهما تمثيلاً شديد الصدق.. إنها تقيم على مسافة من الأولى، فالواقع سيد النص، ولا وجود إلا للشعب ممثلاً في بعض الشخصيات، ولا توجد مملكة إلا آثارًا على جسد الشعب وسيكولوجيته.
وإذا كان عنوان المسرحية الأولى قد اعتمد على مفردتي "القلعة" ممثلة لمملكة الوهم و"العصفور" ممثلة لحلم الانعتاق، فالمسرحية الثانية تأخذ عنوانا فرعيا (شارحًا) للعنوان الرئيسي مكونا من مفردتي أيضًا: "الجسد" و"النبوءة"، وعلى الرغم من اختلاف المسرحيتين اختلافَ الحلم والتحقق، فثمة تدالّ بين المفردات الأربع، بجامع القيد في كل من القلعة والجسد، وإن كانتا متمايزتي الاستخدام والدلالة كل في نصه، وكل من العصفور والنبوءة بجامع الحرية مع التأكيد على تمايزهما – أيضًا – كل في نصه.. بما يؤسس لمربع سيميائي على قدر كبير من الأهمية في قراءتنا:

يعبر المربع السيميائي للعتبة الثانوية لمسرحية فصول السنة المصرية، والعتبة الرئيسية لمسرحية "القلعة والعصفور"، عن كامل الجدلية التي تقوم عليها بنيتي المسرحيتين اللتين تنضبطان وفق التقابلين الثنائيين: التناقض: "قيد – لا قيد"، وشبه التناقض: "لا قيد – لا انعتاق"، وتتقاطع جميع الأطراف في مركز التقائهما "الثورة". هذا المركز الذي تستعلن تجلياته في شبه التناقض الذي عملت مسرحية "القلعة والعصفور" على صياغته باعتباره الحلم الممكن، أما في مسرحية "الجسد والنبوءة" (فصول السنة المصرية) فكان للواقع فعله ومن ثم استعلنت الثورة على محور التناقض الحاد "القيد – الانعتاق".
(2)
شبه التناقض:
في مسرحية "القلعة والعصفور"، يحاول المؤلف تعرية مملكة الوهم وتفكيك بنيته، وفي السبيل للتحول الممكن من الوهم إلى الحقيقة الذي يبتغيه النص، لا يجد المؤلف للثورة الأكثر أمنًا، غير ما يطلق عليه "الثورة من داخل القصر"، ولكن من خلال حامل "الوعي الممكن" بتعريف "جولدمان" له، أو لنطلق عليه "رجل الحقيقة"..
وكما كان لابد لقصة الملك العاري للدانماركي "كريستيان أندرسون" من طفل لكشف الحقيقة، كان لابد لمسرحية "القفص والعصفور" من شخص ما (يطلق عليه المؤلف "الرجل") ليرى الجميع أن المملكة عارية وأن نفاق رجالها واحتيالهم هو ما يجعلها على ما هي عليه. ففي حوارية طويلة يستبدل المؤلف بالخيط الدرامي تقنية "اللغز – الحل" حتى لا يمكن لأحد التعرف على قصة المسرحية إلا من خلال متابعة الحوار، فكل شخوص المسرحية وراءها قصة تشتبك ببعضها بعضًا، بينما لا تستعلن مسرحيًّا إلا منفردة حتى إذا تشابكت الخيوط وتجلت العلاقات كان ذلك إيذانا بتفكيك أحبولة الشيطان الساكنة تحت ظاهر السلطة ومظاهرها.. وبدلاً من طفل "أندرسون" يكون "الرجل" الغريب هو الإضاءة الكاشفة لتلك الأحبولة، ففي أثناء الاستعداد الطقسي للحرب المقبلة يمسك الجنود بشخص غريب يأتون به إلى مجلس الحرب المجتمع بأمره مع الملك الذي لا يملك مخالفة ذلك الأمر، ويبدأ الرجل الغريب/رجل الحقيقة في كشف ماضي كل شخصيات السلطة، ليعيش كل منهم ماضيه ويقف كل منهم أمام خطاياه.
ولأن النص عن ثورة افتراضية، أو انقلاب داخل القصر، فالمسرحية تعتمد على بنية التحول الانقلابي في مواقف الجميع، اللهم إلا الغريب الذي لا ينتمي إلى المملكة "شيخ التجار" أو بائع الأوهام، ويمكن أن نضيف له "الملك" الذي يحضر في البداية ويغيب في النهاية بلا أدنى أثر على نمو النص ولا أدنى أثر على تحقق فكرته/رؤيته. والتحول الانقلابي في المسرحية يأتي عبر تكرار اللغة الطقسية لاجتماع مجلس الحرب مرتين، المرة الأولى في البداية، والأخرى قرب النهاية وبينهما. وهذا تكرار لافت بالتزام اللغة نفسها في المرتين (وكأن المؤلف يشير إلى هدم الوهم/النظام دون المساس بالمملكة/الدولة). كان الأول لتعرية الوهم عبر "رجل الحقيقة"، وكان الآخر لاكتشاف الطريق عبر الجميع، الجميع بما فيهم الشعب.
هي دعوتان لمجلس الحرب إذن، وتأخذان الصيغة اللغوية نفسها والطقوس نفسها، الجميع يؤدون أدوارهم الطقسية بآلية غريبة، الأولى خاصة بتعرية الوهم والكشف عن حقيقة هؤلاء الرجال المزيِّفين والمزيَّفين، سواء الملك أو ملأه حيث يواجه الجميع ماضيه الشخصي، والأخرى مخصصة لفعل نقيض لكل ما سبق، ودخول الشعب إلى بنية المملكة، وبداية الحلم بعصر الحقيقة الذي تلخصه النهاية.. وكما تتوزع المسرحيتان على دعوة مكررة لمجلس الحرب أو على مجلسي حرب بالأحرى، تتوزع النهاية على ذكر الماضي (الحكاية) وصناعة المستقبل، حيث يخرج "الملك" من خشبة المسرح دون أن ينتبه له أحد، ويتوجه الحاضرون إلى الجمهور الذي عينوه "قضاة" للحكاية، والسؤال سؤالان:
من يستحق العقاب؟ (على الماضي)
من يستحق التاج؟ (ليتجه إلى المستقبل)
الرجل: ألقوا أسلحة الحرب، وليحمل كل منكم سلاحه الحقيقي، فأسًا كان أم قلمًا.
كبير الوزراء: والثأر؟
الرجل: سنحكي حكايتنا كاملة (يخرج المـلـك دون أن ينظر إليه أحد) ثم يكون الحكم قصاصًا لا ثأرًا (يواجه الجمهور) ننتظر منكم الحكم وأن تبنوا قلعتكم (إظلام وتتركز بقعة ضوئية على الرجل، ثم تركز بقعة على كل متحدث)
كان يا ما كان، ويكون يا ما يكون (صمت) بشرٌ كادحون، طيبون، وُدعاءُ، متسامحون، يقتسمون الكسرة، وهم يبتسمون
كبير الوزراء: يحكمهم واحد منهم، حتى هبط الشيطان (يشير بيديه فِيظهر شيخ التجار خلفه فِي قفص الاتهام)
الرجل: لا يا سادة، الواحد صار ملكًا، يرِث ويورِّث، يصنع حاشية، يعزل ويولي، يَجوع الناس... لا يهم، يَموت الناس... لا يهم
القائد: كذب الشيطان كذبة، وصدقها الجميع
الفتاة: الشعب لكي ينسى همه، والمـلـك ليترسخ حكمه، والحاشية ليحصد كل منهم إرثه
الحاجب: لكن الشيطان كان خبيثًا
الرجل: لا بد من أن يكون الشيطان خبيثًا مذمومًا ملعونًا
القائد: تجمع مملكة الأحلام كل الأموال لتشتري الأسلحة الأطعمة الجياد (دقة طبول المعركة)
كبير الوزراء: ملابس السادة الفخمة (دقة طبول المعركة)
الفتاة: أحلى مائة فتاة (دقة طبول المعركة)
الحاجب: فِي اللحظة الموعودة (دقات متسارعة معها يتكلم الرجل)
الرجل: يعوي الشيطان عواء الذئب، تلتهم الغيلان الأرض، من هنا مائة جارية وألف فلاح وألف صانع وألف ألف عبد، ومن مملكة الأوهام المثل ومن مملكة الأغنام المثل (تتوقف الدقات المتسارعة)
الحاجب: اختلف الشيطان والحاشية
الرجل: قتل المـلـك وكبير الجند، قطع لسان كبير الوزراء
الطـفـل: عاد الشيطان ليبذر بذرته الملعونة
كبير الوزراء: ولكل مملكة شيطانٌ
الرجل: وملوكٌ ووزراءُ وحكماءُ وعرافونَ (صمت) لكن البذرة الملعونة ارتطمت بزوجة بائع تمر أر... (يظلم المكان، ويتحدث الجميع)
ذات يوم أرادت زوجة شرطي تمرًا دون مقابل، رفض البائع، غضب الشرطي، ليلا خُطِفتْ ابنةُ البائع ليلة عرسها لتصير محظية فِي قصر المـلـك، وتؤخذ مع الجواري فِي فتح القلعة
صوت: وأبوها (بقعة ضوئية على بعض الشيوخ)
صوت: وأخوها؟ (بقعة ضوئية على بعض شباب المملكة وهم يحملون أسلحتهم)
صوت: والزوج (تتركز بقعة ضوئية على الرجل)
الرجل: أنا الحبيب الذي خطفت حبيبته
قائد الجند: أنا الموتور الذي قتل أبوه
كبير الوزراء: أنا الذليل الذي قطع لسان أبيه (يضاء المسرح، ويتقدم الرجل من الجمهور)
الرجل: ليست هذه حكاية قبل النوم
الفتاة: إنها حكاية نعيشها كل يوم
قائد الجند: لكننا أردنا أن تكون النهاية مختلفة
الرجل: حتى يكون هناك أمل
كبير الوزراء: ولقد جعلناكم القضاة
الفتاة: ففكروا
الجميع: من يستحق العقاب؟ (يتقدم الطـفـل نحو التاج ويواجه به الجمهور)
الطـفـل: من يستحق التاج؟ من يستحق التاج؟ من يستحق التاج؟ ستار
هكذا في النهاية تنكشف جميع الأدوار، ونكتشف أن المؤلف لم تعنه أي من الشخصيات، سواء الملك وملأه أو الشعب، فكل هؤلاء وأفعالهم بلا قيمة ذاتية، إنهم أنماط لشخصيات وأنماط لأفعال. حتى التعلق الرمزي لابن الملك بالعصفور الذهبي، تركه المؤلف يستدعي دلالته دون أن يشتغل عليها، تحسسًا من أن تستولي على نصه فتقلب معادلة "الرمز – الواقع" التي حافظ عليها بجدارة مثيرة للانتباه. وبكلمة إن المؤلف حرَّك نصه تحت سلطة الفكرة وجعل كل ما سواها تابع لها، فكانت هذه النبوءة كل وهم مهما بولغ في صيانته طقسيا لابد أن ينكشف، إذ إن ما يمر لا ينتهي، والماضي لا يعني العدم، وأسوار الوهم أوهى من أن تصمد للحقيقة ولو بدا أن الزمن قد تجاوزها.
(3)
التناقض:
في هذه المسرحية ذات الفصل الواحد، يؤكد لنا المؤلف أن بعض اللحظات الاجتماعية هي بذاتها دراما، وأن عبقرية الكاتب في استطاعته التقاط الجوهري منها وإعادة صياغته مخفضًا عدد شخوصها ومركزًا على أبعادها السيكولوجية ومنتقيًا اللحظات الفارقة من وقائعها. وهكذا جاءت مشاهد المسرحية الأربعة فصولا لسنة مصرية متميزة: الخريف – الشتاء – الصيف – ربيع الورد.
تدور المسرحية عبر أربعة شخوص يمثلون أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة طالب بنهائي كلية الهندسة وناشط سياسي: "فارس" وأخته "أمل" المدرسة المخطوبة المدرس ويكتب الشعر: " وأب وأم. من داخل منزل الأسرة، وثلاثة نشطاء سياسيين آخرين جميعهم طلاب جامعيون: "هند وهادية وسامر" وشابان من شباب الميدان: "سيف وعادل" وضابط أمن دولة شاب: "كامل الليثي"، ثم شخصيات متعددة منهم الثوار والأطباء وإمام الميدان ورجال أمن..
من خلال المشهد الأول يبدأ الخط التراجيدي للنص في موقف القبض على "فارس"، لنكون أمام الطرفين الدراميين: الشباب والنظام، وإن مختزلاً في: فارس والضابط، هذا الاختزال الذي يأخذ حجمه الحقيقي في المشهد الثالث، حيث ينفتح المنزل الذي ابتدأ به المشهد الأول على ميدان التحرير، لتظهر عبقرية النص في التأليف ما بين الإبداعي والتوثيقي، على مستوى الحدث ومستوى اللغة ووصولا إلى اللحظة الحاسمة في المشهد الرابع الذي يسجل لحظة انتصار الشباب بتنحي الطاغية وتخليه عن طغيانه ليكون زواج المدرس الشاعر "خالد" و"أمل" تتويجا للمرحلة، وكأن مجرد المتغير السياسي نافذة أمل اقتصادي تسمح بتحقيق هذا الارتباط. وبين المشهد الأول والمشهد الرابع ثمة مشهدان على قدر كبير من الأهمية، ففيهما تنفتح أسرة "فارس" على الشارع حيث زملاء فارس على سلالم "دار القضاء العالي"، ليتم تحول موقف الأب بفضل قوة الرابطة الثورية بين فارس وزملائه، وتندرج جميع الشرائح العمرية في الفعل الثوري، وفي الفصل الثالث يتسع المكان أكثر حيث مركز الحدث الإعجازي/الثورة: "ميدان التحرير"..
هذا التدرج في اتساع المكان يوازيه تدرج في حجم الحدث من مطاردة جنود الأمن المركزي لمظاهرة إلى تنحي الفرعون عن عرشه، يوازيه الخروج من أزمة إتمام زواج "خالد" الذي لم يستطع أخو خطيبته أن ينجزه إلا وهو على أبواب الشهادة، وكأن شهادته جواز العبور من الأزمة الاقتصادية. وكأن المؤلف يذهب إلى أن تمكن الثورة من إسقاط الفرعون قد مكنها من إسقاط الكثير من المفاهيم التي كانت مسئولة – أصلا – عن وجود الفرعون، من السلبية عبر رذيلة الرضا، إلى الأزمات الاجتماعية التي تؤسسها الأزمات الاقتصادية، فضلا عن الحلول الفردية عبر الانتهازية والاستغلال..
لقد استطاع النص أن يوثق إبداعيا لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث، ليس فقط لوقائعها بل للغتها كذلك. كما تمكن من تضفير الغنائي بالدرامي، سواء عبر مختارات المؤلف من ديوانه "الحكم للميدان" أو اختياراته من أغاني "الشيخ إمام"، ليصل اللحظة بماضيها الذي شكل الوجدان الثوري عبر سنوات طوال من النضال. كما يسجل للنص قدرته في التحكم بالزمن الدرامي وضبط سرعته أو إطلاقها بحسب محتوى كل مشهد، هذا فضلا عن تأثيثه الرائع للمكان عبر المشاهد الأربعة، هذه المشاهد التي لا تحيل إلى الطبيعي بقدر إحالتها رمزيا إلى فصول خاصة بمصر خصوصية مطلقة، بدءا من خريف واقعها إلى شتاء الحدث فصيف الصمود فربيع الانتصار والتفتح: "ربيع الورد".. إنها فصول إنسانية تعبر مع المكان حدثا فحدثا من ضيق الداخل إلى اتساع الخارج وصولا إلى فضاء الحرية في الميدان.
(4)
عبقرية اللغتين
اللغة أداة وليست هدفًا، سواء في خطاباتنا الاجتماعية أو الخطابات الشعرية، فثمة ناتج نتوسل إليه بهذه اللغة، أكان دلالة أم جماليات. كون اللغة كذلك يجعلها مطروحة للانتقاء. وإذا كان غياب اللغة العامية تماما عن مسرحية "القلعة والعصفور" متناسبا مع المستوى الرمزي الذي اختاره المؤلف لتمرير وعيه بالدرامية التي تعتمل في سيكولوجية جماعته الاجتماعية، فإنه في "الجسد والنبوءة" يعمل على لغتين يضفرهما ببراعة شديدة، فلغة المسرحية هي اللغة الاجتماعية المتداولة بين الناس التي لا تكاد تختل في النص مصحوبة بكل ما يصاحبها من إيماءات وكنايات ورموز، وفي المقابل يختار المؤلف إحدى شخصياته لوظيفة المدرس وموهبة الشاعر معًا، ولا يصبر على المشهد الأول ليكتمل دون أن ينتقل بعامية المسرحية إلى فصحى إحدى شخصياتها:
خالد: هو فيه مفروض في البلد دي..؟
فارس: لازم يبقى فيه يا شاعر واللا إنت نسيت اللي انت كاتبه، تصدق النهارده كنا بنقرا حتة من قصيدتك، واصحابي مش مصدقين إنك خطيب أختي
أمل: (بلهفة) أي حتة يا فارس؟
فارس: هَذا أنينُ الجرحِ في عينيكِ مَظلمةٌ،
مِدادٌ نازفٌ، لا، لا مفر
أمل: يا ضيعتي
وسطَ المتاريسِ التي
حَطَّت على ساحِ الفُؤادِ حُصُونَها.
خالد: هُزِّي بِكَرمِ جَلالَه،
مُدِّي بِجمرِ ضَراعَةٍ قُربانَ أفئدةٍ؛
يكُن صبرٌ جليلٌ قادرٌ،
يتساقط الفِعلُ الجَلِيلُ
الثلاثة: فَيا رَفيقةَ حُلمنا، لا تَحزَنِي؛ تِلك الجراحُ وما حَوت
مَهرٌ.... دَلِيلُ مَحبَّةٍ تِيهِي عَلينا واطلُبِي مِنا المزيدَ.....
سَنَنتَظِر.
فارس: هو ده الكلام يا عم خالد.
هذا التضفير بين العامية الاجتماعية والفصحى الشعرية بجامع الثورة يخلق حالة وعي جماهيرية (الثلاثة ينشدون) وهو ما يستثمره المؤلف ليرفع العامية إلى مستواها الجمالي الموازي للفصحى ممثلاً في أغاني الشيخ "إمام". إنه اتساع من نوع آخر يمكن تسميته بما سمى به "باختين" تعدد أصوات الرواية، أعني " الهجنة اللغوية" التي تؤكد على جمعية النص، هذه الجمعية الثورية التي تلاقى فيها الجميع وذابت فيها الطبقات موحدة خلف جثامين الشهداء وعلم بلادها:
فارس: فاضل حاجة
الأم: (بلهفة) إيه يا حبة عيني (يصل عادل ومعه الإمام)
الإمام: اؤمر يا بطل
فارس: (يمد يمناه ممسكًا بها يد أبيه ويعطها للإمام) دا أبو العروسة. (وباليسرى يد خالد) ودا العريس (يفك إحدى الضمادات) ودا منديل العروس (يبدأ الإمام في إتمام مراسم الزواج، يلتف حولهم الناس، بينما يبتسم فارس، تتعالى الزغاريد، إظلام وتتركز بقعة ضوئية على وجهي خالد وأمل وهما يبتسمان ابتسامة خفيفة، تبدأ الإضاءة من أقصى المسرح على متظاهرين من مختلف الأعمار، يحركون أعلامهم في سعادة، تتحرك الإضاءة حتى تصل إلى خالد في بدلة العرس وقد أمسك بيد أمل في ثوبها الأبيض وإلى جوارهما الأب والأم، وأمام الجميع مجموعات تحمل جثامين الشهداء وقد التفت في علم مصر...)
وفي النهاية، تحضر الفصحى، ليس عبر الشاعر: "خالد"، وإنما هو صوت معلوم قوله مجهول صاحبه، يحدد الأنا ويميزه من الآخر ويفتح بوابة الأمل على الغد من المكان الجامع للأبناء الثوار الشهداء الفرسان: "ميدان التحرير":
صوت: ولأنَّ صوتي لم يزَل صوتي/ ولأنَّ صوتي لم يكُن صوتَك/ويَدَيَّ طاهِرَتانِ من ذَهَبِ المعزِّ وسَيفهِ/ ويَدَيَّ عامِرَتانِ من كَنزِ الحقيقة / فأَنا سيوفٌ في حصونٍ من أَمَل/ وأَنا الدِّماءُ الراوية / وأَنا الجراح الشافية / وأنا الأَغاني والأمانِي الطاهِرَة/ ميدانُنا تحرير. ولأنَّ جرحي لم يَزَل نَزِفا/ فَدِمِي دَمِي/ ولأنَّ رسمك لم يَزَل وسمَك/ ولأنَّ قلبَكَ لم يَزَل لَقَبَك/أبناؤنا الأبناءُ، ثوارنا الثوارُ، شهداؤنا الشهداءُ، فرساننا الفُرسانُ، ميداننا الميدانُ، ميداننا التحرير.
(5)
النهايات المفتوحة
المسرحيتان نصان مفتوحان على المحتمل، وإذا كانت الأولى "القلعة والعصفور" قد انفتحت على الأخرى كتحقق لها، فهذه الأخرى – وهي تنتهي بجثامين الشهداء ملفوفة بعلم البلاد ومصحوبة بصوت الشعر – لم تحدد نهاية النص، بل فتحته على كل الاحتمالات، الأمر الذي يجعل النصين معًا صالحين لقراءة واقع الثورة المصرية وانفتاحها على كل الاحتمالات.. إنها صدقية وعي الأديب، والمدهش الذي يؤكد على صدقية وعي الأديب، أن ما تلا إسقاط الفرعون يحاول – الآن – استعادة القلعة وإخراج الشعب مرة أخرى، واختطاف الفتاة مرة أخرى، وإعادة التاج بنفس الشروط القديمة، والأدهى برعاية "شيخ التجار"، فما يحدث في واقعنا المصري الآن هو – تحديدًا – ما وصفه المؤلف في مسرحية "القلعة والعصفور" قبل الانقلاب. وما تزال شخصيات مسرحية "الجسد والنبوءة" في ميدان التحرير يرددون شعرها وأغانيها مطالبين بتحرير العصفور..

************
أ.د.محمد فكري الجزار


ديوان جديد لشاعر محترم ... حامد صبري الشاعر الذي يخبّئ الفجر في معطفه




الشاعر حامد صبري أحد الشعراء الجادين القادمين إلى المشهد الثقافي المصري والعربي بقوة.. أتابع هذا الشاعر منذ أن تعرفت عليه على أحد المواقع الإليكترونية... شأنه شأن كل مبدع جاد لا يستطيع التملق ولا مسح الجوخ ولا فرض نفسه على أحد بالإكراه... يبدع في صمت ويصرخ في هدوء ويبتسم كملاك يخشى على الحزانى من ابتسامته... اليوم فاجأني الشاعر المحبب إلى قلبي والذي لا يقل شأنا عن الشعراء الكبار حامد صبري بميلاد أول طفل له ديوانه الأول "يخبّئ فجرًا في معطفه" الصادر عن مركز الشاعر عماد علي قطري... أعتقد أن أي عنوان لديوان حامد صبري الأول غير هذا العنوان كان سيفقده بعض المصداقية عندي لا لشيء ولكن لأن هذا الشاعر يخبئ فجرا في معطفه بالفعل

يشرفني أن أتقدم إليك بخالص التهاني أيها الشاعر الذي أعتز به.. انطلق فهذه ضربة البداية أيها النبيل


تحياتي
أخوك
سعيد شحاتة

صديقي المبدع محمد مديح.. عيد ميلاد سعيد







مجلة شارع العامية تهنئ الشاعر الشاب محمد مديح ببعيد ميلاده.. كل سنة وأنت شاعر يا جميل

شعبطة.. للشاعر: محمود سعد





شــعبـطـة



محبوس فى الاوضة الدفيانة
بالعمر الضايع..والصورة
اللى فاكرها بتضحك
متخبي وراها المتشغبط
من حلم وصوت
ولحد الموت
بتدور ع الكدبة اللى قالتلك
إعجابها بخوفك
ومصدق نفسك فى الزحمة
ومصبر نفسك بإزازة الكدب
وغطاها اللى يكسب
حلم جديد

***********
محمود سعد

بابا نويل... للشاعر: مراد ناجح عزيز



بابا نويل


عدّيتها السنين بخطاك
واحده
عدّيها السنين بهواك
جذر ومد ومناهده
وحياه بتصارع وحياه ..
بارده
عمرها قصيّر
وادي انت شايفانا حزانا
كان حد فينا هواه اتغيّر !
وقال بحبك ساعات وساعات ..
مابحبكيش
الصوره مهزوزه صحيح
بس الوجه فرعوني
باين ف وقفته المنصوبه
والضحكه العريضه
متقوليش تاني انك مريضه
متقوليش ..
ومابينا أحلام بتعاني
ومابينا خوف ملفوف علي عنينا
لم عدنا نتلاقي
كنا الرفاقه زمااااااااان
والحلم أصبح عويل
وف وقت إحتياجنا الألم
بيكون هو بس ..
البابا نويل

عيون جاهين.. أنا باشكى إليك منك ياحبيبى... بقلم الشاعر: محمود الحلواني




أقول ما اقولشى .. أنا خايف اقول أنا خايف ، وخايف أقول اللى ف قلبى تزعل وتعند ويايا .. وكمان ما اقدرشى اقول آه ما اقدرشى اقول لأ .. وياعينى مال الجميل مشغول ومتحير .. قولي له بدرى عليك الحيرة ياصغير، ويابخت من يقدر يقول واللى ف ضميره يطلعه .. يابخت من يقدر يفضفض بالكلام وكل واحد يسمعه .. يقف ف وسط الناس ويصرخ : آه ياناس ..ولا ملام .. ييجى الطبيب يحكى له ع اللى بيوجعه يكشف مكان الجرح ويحط الدوا .. ولو انكوى يقدر ينوح .. وانا اللى مليان بالجروح ما اقدرشى أقول ما اقدرشى أبوح .. والسهم يسكن صدري ما اقدرشى انزعه .. شوفي قد إيه ؟ ما رأيك ياعم صلاح فى حيرتى ماذا أكتب .. قل لى أنت ماذا أكتب ؟ فحيرتى مثل حيرتك .. لا تضحك لو سمحت .. ثم إن رجلك أيضا جت فى الموضوع ، يعنى ملطوط ، ملطوط .. " جالك أوان ووقفت موقف وجود " أرجوك لا داع لحكمتك الآن أريد رأيك .. لاتريد أن تسعفني .. حاضر أنا زعلان منك .. ثم تعالى هنا لماذا لم أرك فى العرض ؟ عرض " عيون جاهين " الذى أعده عن أشعارك أحمد خميس وأخرجته منى أبو سديرة ؟ العرض يا رجل الذى كان فى مسرح العرائس ! ذهبت إلى هناك وأنا أمنى نفسى برؤيتك غير أنك خزلتنى .. تركتهم يأخذون واحدا يشبهك ، ولم تأت .. أخبرنى واحد بأنك كنت تقف وراء الكواليس وتضحك ولم اصدق .. احقا كنت هناك ؟ هل كنت تضحك علىّ ؟ وماذا رأيت فى العرض ؟ ياعم رد الله يخليك .. أظنك كنت تسمع مثلى كلماتك نفسها .. لم تكن بلحمها وشحمها ، سقط عنها اللحم والشحم أليس كذلك ؟ وضعت فى غير سياق .. كانت تلقى هكذا بدون سبب واضح أليس كذلك ؟ لعلك تساءلت مثلى لماذا اختاروا قصائد ورباعيات وأغان واجزاء من اوبريتات ومسرحيات وتركوا أخرى ، خاصة أنه لم تكن هناك ضرورة درامية أو حتى حكائية لهذا الاختيار ؟ أنا مثلا كان يمكننى أن أفعل مثلما فعل صناع العرض وأنا الذى لا أعرف شيئا عن ما يسمونه البناء الدرامى أو الحبكة أو التيمة الأساسية التى صدعوا رؤوسنا بها ، ومع ذلك كان بإمكانى أن أفعل مثلما فعلوا وربما كانت معرفتى بأشعارك ـ وانت تعرف جيدا مدى معرفتى بها ـ ربما كانت تجعلنى أختار خيطا ممتدا يصل بقصائدك اكثر إلى الناس ، ويجعلها أكثر تماسا بك وبهم ، ربما استطعت على الأقل أن أجعل بعض المؤدين ينطقون الأشعار بشكل صحيح بدلا من تلك الأخطاء الغريبة فى نطقها ، وربما كنت أيضا وزعت الأشعار على المؤدين بشكل يحفظها من الضياع . أتمنى أن يكون كلام الرجل صحيحا بأنك كنت فى الكواليس لأن ذلك سيعفينى من قول المزيد من الوصف لما رأيت .. شاهدت بنفسك إذن كيف كان الأطفال ينطقون قصائدك .. شيء طيب لاريب ( حلوه لاريب دى! ) ان يردد الأطفال الشعر وأشعارك أنت بالذات ، ولكن المؤسف هو أن ينطقوها بهذا الشكل الذى يبددها فى الهواء ، أصواتهم لم تقو على حمل كلماتك فما بالك بما تحمل هذه الكلمات من معان وما تحمله كذلك من شحنات عاطفية .. كنت سأفرح لو سمعتها منهم فى النادى أو المدرسة وقد قرروا بدافع حبهم للشعر أن يلقوها فى الإذاعة أو حتى فى عرض جرهم إليه المشرف على النشاط ، ولكن أن أسمعها منهم بهذا الشكل على مسرح الدولة ، فى عرض متكلف ، فهذا ما لم أتحمله .. أنت تعرف طبعا قدر غيرتى عليك فاعذرنى إن أغضبت الأولاد يامن تحب الأولاد .. ثم إنى لم أعرف لا أثناء العرض ولا بعده هل صنع هذا العرض للأطفال أم لكل الأعمار .. لم أجد ما ومن يدلنى على الجواب فوقعت فى الحيرة ، مقاطع كاملة وكبيرة من الليلة الكبيرة ، بل ربما تكاد تكون الليلة الكبيرة كلها ومقدمة بالعرائس بصوت مسجل من الأوبريت نفسه الذى لحنه سيد مكاوى توضع فى سياق واحد مع " بانوا بانوا على أصلكوا بانوا" تغنيها إحدى ممثلات العرض وهى تقلد سعاد حسنى وتزودها حبة ، مقطع كبير من "صحصح لما ينجح " يقدمه ممثلو العرض مع رباعيات تقطع الخلف من رباعياتك الفلسفية العميقة مثل " خرج ابن آدم م العدم قلت : ياه .. رجع ابن آدم للعدم قلت : ياه تراب بيحيا .. وحى بيصير تراب .. الأصل هو الموت ولا الحياه ؟"

اتبرجلت ولم أفهم فهل عندك إجابة تريحنى ؟ ثم إن الجمع بين عجائنك كلها فى عجينة واحدة بلا قوام أمر يفقد أيا منها منطقه وحضوره داخل أى عمل ، فهذه وراء تلك بلا سياق يجمعها ، شيء مجانى يفقدنى الدلالة كما يفقدنى التعرف على هذه وعلى تلك بالنظر إلى طبيعة العرض الذى لا يترك لك الفرصة لتامل لا هذه ولا تلك ، مثلما يمنحنا الكتاب المقروء . هل تريد ان تذكرنى بالشخص الذى كان الجميع يبحث عنه منذ بداية العرض باعتباره خيطا رابطا ، يؤدونه فى مشاهد حوارية كفواصل بين إشعارك ؟ لا لم يكن مقنعا أبدا واظنها كانت حيلة جانبها الصواب والتوفيق ، ولم يكن لها أدنى علاقة بعجائن الأشعار التى راح ممثلو العرض يتبادلونها فيما بينهم تسميعا وتشخيصا أحيانا .. وأظنهم وهذا هو تبريرى لوجود تلك الحيلة كانوا يبحثون عنك انت مثلما كنت ابحث أنا بالضبط .. والفرق بينى وبينهم هو أنني كنت ابحث عنك بينما أسمع كلمات تشبه كلماتك ، بينما كانوا هم يبحثون عنك بينما ينطقون بها . . أين كنت يا( مان ) فقد اربكهم غيابك بقدر ما أربكنى ، عن نفسى كنت اتمنى أن يعثروا عليك سريعا حتى يستطيعوا الانتهاء من العرض فغيابك جعلهم يدورون حول أنفسهم ، وهاتك حته من هنا على حته من هناك لدرجة اننى خفت أن أضطر للسحور فى المسرح .. وتمنيت أمنية أدركت حينها أن أوانها قد فات : ماذا لو كان المعد أحمد خميس استغل التشابه بين اسمه واسم الناقد أحمد خميس ولجأ إليه ليعينه فى إعداد النص إعدادا دراميا جيدا .. واظن الناقد لم يكن سيمانع فى ذلك .. ولكن هه فات أوانه .. دوشت رأسك ياعم جاهين وأرجو ان تسمح لى بالانصراف ، حيث أننى مكلف بكتابة مقال عن العرض ولم أكتبه بعد .. ويادوبك الحق .. تصبح على خير .

عمنا فؤاد حجاج... عيد ميلاد سعيد





مجلة شارع العامية تهنئ الشاعر الكبير فؤاد حجاج بعيد ميلاده
كل سنة وأنت بألف خير يا عمنا

بينبِّت .. من أوّل وجديد... للشاعر: محمد على عزب




بينبِّت .. من أوّل وجديد
محمد على عزب





ألا أونا ..
الا دُوّا..
ألا تري ..
ف اٍزاز فترينه من الفتارين
المعروض فيها
بضايعهم
أو ف السيرميك
المتبطّن بيه
واجهة دكّان من دكاكينهم
ساعة ما صاحبنا يبصّ لروحه
بيشوف انه
ماشى فْ وسط جنازه
وأول حرف فْ اٍسمه
مكتوب ع النعشْ
فيقول :
ـ أخرتها كده
آه يا ولاد الكلب ..
طب ماشى
حطُّونى فْ أغوط حفره فْ بطن الأرض
وكمان
ما تخلّوش
فيضان النيل يوصلنى
لأ ..
لسه ما خلّصناش
ده انا روحى العطشانة
فيها جهاز استقبال
مظبوط
على أوّل نقطة ندى أو حبّة مطره
تنزل مطرح ما دفنتونى
وساعتها
صوتى وقلبى هيخضروا
وهانبّت ..
واطلع من أول وجديد ..
على وش الدنيا
مطرح مايجيى لى مزاجى
أغنّى
هاغنّى
وهاسمَّع طوب الأرض
النكت اللى باقولها عليكم
على ما يقدر صوتى
على قد ما يقدر هيغلوش
على صوت أى جرس
يعلن عن فتح مزاد
من مزادتكم

___________
19 مايو 2014م

هوهو هوهو نونو... للشاعر: محمد النويهي



هوهو هوهو نونو



هوهو هوهو هوهو
نونو نونو نونو
الدنيا خلاص حتروق
وحتصفالنا وتحلو
مهما بتنا فى كوابيس
أحلامنا حتملا الجو
ماخلاص جايلنا عريس
يا عنس غور يوه تك بو
زغرطوا قيدوا الفوانيس
يا حلولولو يا حلو
هوهو هوهو هوهو
نونو نونو نونو
----------
ما تيللا إحلموا ويانا
يا هنانا خلاص يا هنانا
بكرة المدعوقة بهانة
حتغير شكل العو
هوهو هوهو هوهو
نونو نونو نونو
----------
هيلا بيلا أوام هيلا بيلا
أرقصوا غنوا يا حليلا
هنرجع شمل العيلة
وحنطرد أيها سو
هوهو هوهو هوهو
نونو نونو نونو
----------
حنوزع لب وموز
ومفيش مخلوق حيعوز
ولا حد هيضرب بوز
كله حيضحك هأأو
هوهو هوهو هوهو
نونو نونو نونو
----------


محمد النويهى
20/5/2014