رؤية حول المشهد الأدبى المعاصر
يبدو أننا في عصرنا الحاضر لن يكون هناك تصنيفات محددة وقاطعة كالعصور الأدبية السابقة بحيث نقول مثلاً أن المتنبى أفضل معاصريه وأبو نواس وابوالعلاء يعيشون فينا وكأننا نعاصرهم وأبوتمام والبحترى نعتصم بأعتاب شعرهم وأحمد شوقى الأول بين معاصريه وإن جاوره حافظ إبراهيم وسبقهما محمود سامى البارودى .وعفيفى مطر متفرد بين معاصرية وأمل دنقل كان مدرسة مستقلة وفتحاً جديداً للشعر ونجيب سرور صاغ فكره ومعاناته بشكل يبهر القراء ومحمود درويش حفر لنفسه مكاناً لا ينازعه فيه أحد ورياض الصالح حسين أبدع الجسر بين الشعر الغربى والشرقى رغم سنواته القليله وفى العامية كان بيرم التونسى تبعه عمنا صلاح جاهين ثم الخال عبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب بينما تمكن أحمد فؤاد نجم أن يحيل مشروعه الثورى إلى قصائد خلدته في سجل الشعر وبعض ممن لم تعينه الأقدار على أخذ مايستحق من الشهرة كأستاذنا عبدالله شرف رحمه الله واستطاع حسن طلب أن يحجز لنفسه لوناً متفرداً بين أبناء جيله.وتفرد أستاذنا عبدالستار سليم بإحياء لون متميز سيخلده لاريب في الأدب المعاصر ...........بينما فى عصرنا الحالى فمع اتساع سبل وصول الشعراء إلى بعضهم خارج إطارقصورالثقافة واتحاد الكتاب وكذلك إلى الجمهور من خلال مواقع التواصل الإجتماعى والقنوات الفضائية أصبح من الصعب في ظنى أن نقول من هو أفضل شاعر فصارت القصيدة الجيدة هى الأساس الذى يبحث عنه متذوقى الشعر بغض النظر عن اسم الشاعر فهناك في مصر وحدها مثلاً مجموعة من الشعراء لا يستطيع منصف غير مغرض من المفاضلة بينهم بأى حال من الأحوال وبعيداً عن العلاقات الشخصية والمحسوبية داخل أروقة وزارة الثقافة وإتحاد الكتاب والهيئات الثقافية العربية وما ينبثق عنها من مسابقات وجوائز لا تعنى شيئاً فى المشهد الثقافى العام فكلهم جدير بالخلد في سجل التاريخ الأدبى المعاصر فهناك الأساتذة عبدالله الشوربجى وإيهاب البشبيشى وأحمد بخيت وتقى المرسى وأحمد حسن محمد وعلى عبيد ومختارعيسى وعلاء جانب وأحمد الجعفرى والبولاقى وسوزان عبدالعال وعلى طريقهم حاتم الأطيروشيماء حسن وغيرهم كثير وفى العامية يبرز إبراهيم خطاب وأشرف الشافعى والجميلى أحمد شحاته وخالد محمود وسعيد حامد شحاته وحسنى منصور وعبدالله صبرى وكثيرين غيرهم وبالتالى ففى العصر الحديث سيظلم الشعراء في مسألة الشهرة الكاسحة التى نالها سابقيهم بينما سيكسب المتلقى بحيث يأخذ من كل شاعر أفضل قصائده ليستمتع بمطالعتها بينما لا يمنح ذاته للشاعر ليسكنها بتفرد كما سكننا عمنا صلاح جاهين وبيرم التونسى والمتنبى والبحترى وأبوتمام والنابغة الذبيانى وأبونواس وأبوالعلاء والأبنودى وأحمدفؤادنجم وماجديوسف ودرويش ودنقل وسرور وعلى هذا فالقصيدة الجيدة ستخلد كما خلدت قصيدة مالك بن الريب فى رثاء نفسه بينما لايكاد أحد يعرف الشاعر مالك بن الريب وكذلك خلدت قصيدة الخنساء فى رثاء أخيها صخر بينما لم تحظى مجمل أعمالها بذات الشهرة . ...........وتلك ضريبة الإعلام المفتوح سيدفعها دون شك جيلنا من الشعراء من حرمان أفراده من الشهرة التى نالها سابقيهم كما بدى جلياً أن الممثلين الجدد دفعوها بالفعل فبعد أن كان مسلسل رافت الهجان كفيل بتخليد صالح مرسى و يحيى العلمى و محمود عبدالعزيز والشاهد ماشفش حاجه أوجدت عادل إمام وليالى الحلمية كانت وحدها جديرة بتخليد أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ ويحيى الفخرانى وصلاح السعدنى بينما استطاع احمد زكى ونورالشريف ومحمد صبحى بموهبتهم وإجتهادهم أن يضعوا لهم كرسياً فى صدارة المشهد وتمكنت أعمال كعصفور النار والضوء الشارد وأرابيسك وزيزينيا وذئاب الجبل ولن أعيش فى جلباب أبى أن تمنح صانعيها مكاناً لا ينسى فى المشهد الفنى وذاكرة المشاهد وعلى النقيض نجد أن الجيل المعاصر رغم عرض أعمالهم باستمرارعلى كافة الفضائيات وأجهزة الكمبيوتر المنزلية بينما لايكاد الجمهور يذكر أحدهم وإنما يتذكر العمل الفنى الجيد فقط دون من قام به ......................الخلاصة أن صانعى الفنون بكل أشكالها فى عصرنا الحالى سيذوبون فى المجموع لصالح العمل الفنى أولاً والذى سيذوب بالتبعية لصالح المشهد الفنى العام تماماً كالفكر الإشتراكى كل الجيدين تروس تعمل لصالح المجموع والمشهد العام لكن لن يتفرد ترس دون بغيره بمكانة تميزه عن باقى التروس.
************************
الشاعر/ وائل المحمدى شومان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق