2014/04/30

الشاعر الكبير فؤاد حجاج : نحن في انتظار الجُزء الثاني من الثورة




منقول عن موقع الخبرية أجري الحوار: صلاح صيام




ولد في مدينة المحلة الكبري، وحصل علي شهادة إعداد فنيين ودبلوم إعلام من الجامعة العمالية، وحصد الكثير من الجوائز منها جائزة العيد الأول للفن والثقافة عام 1979 »وزارة الثقافة« وجائزة الميكروفون الذهبي عام 2001 »مهرجان الإذاعة والتليفزيون« وشهادات تكريم من معظم جامعات مصر وكذلك من مديريات الثقافة بالأقاليم.قدم الشاعر والسيناريست الكبير فؤاد حجاج للمكتبة المصرية والعربية مجموعة من المؤلفات الرائعة منها »وادي الخوف« ديوان بالعامية 1971، و»في المحكمة« 1973، و»غنوة المطر« 2003، و»محاكمات شخصيات نجيب محفوظ« قصيدة درامية 2003، وغيرها.



الثورات لا تقوم صدفة أو فجأة لمجرد اتفاق مجموعة، وثورات العالم دوافعها واحدة ومراحلها قد تكون كذلك



ويعد »حجاج« أحد رموز الحركة الأدبية والثقافية في مصر، جاب المدن والقري المصرية لاكتشاف المواهب الأدبية وقدمها بكل تشجيع وحب.. يقول عن نفسه: بدأت مشواري الإبداعي منذ عام 1969 رافضاً بمصرية خالصة كل ما أحدثته النكسة في جيلي، مؤمناً بفطرة نقية أن هذا الشعب لن يركع للهزيمة ولن يقبل أن يتكيف معها.. صياغة العبارات والجمل فقلت كلاماً لم أدرك أنه الشعر، ولا تعنيني التسمية ولكن أخذني هذا المس الوجداني الذي يشتعل عندما أبوح للناس بما أكتبه.. والشعر عندي ليس الكلام المقضي والفصيح، الشعر هو ما يهز القلب كما قال نجيب سرور ترويت وتأملت وقرأت وغصت في النفس.. في الحياة.. في كنه الإنسان ورحلته القصيرة علي هذه الأرض وآمنت أن الكلمة مسئولية وضمير وأخلاق.. ويستطرد قائلاً: قبل أن تكتب قصيدة جيدة يجب أن تكون أنت قصيدة جيدة كما قال (ملتون) قال عن معشوقته..لفيت وحبيت كل بيت فيكي وكل شارع وحارة وكل ميدان لفيت وبصيت وحسيت ببانيكي وعرفت انه م الرجال إنسان الصبر صبه مباني والحب بذرة غيطاني ومنين أطول المعاني للي بنى مصر وأسس البنيان وقال عن الشعر الشعر مش هو المقفى والفصيح .. الشعر لو هز قلبك وقلبي شعر بصحيح إنه الشاعر الكبير فؤاد حجاج:



**كيف ساهم الشعر فى تقريب الحس الوطنى للجماهير؟

لقد شعر كل مصرى ينتمى حقا إلى هذه الأرض أن الوطن "بيرجع لورا" فى العديد من الاجراءات التى كان يجريها علينا النظام البائد؛ وآخرها تزوير إرادة الشعب فى الانتخابات كتمهيد طبيعى لتمكين الوريث, فكانت الجلسات فى المنتديات والمقاهى والمصالح الحكومية عن أوضاع الوطن التى تتردى يوما بعد يوم, وساهم الأدب بدوره فى أشكال مختلفة ما بين الرواية والمسرح والشعر؛ والأخير أكثرها لالتحامه المباشرمع الناس.

وكان لى مساهمة فى هذا الأمر منذ عام 2007 اذ اقتنعت بفكرة شعر المقاومة فقدمت "حبة عشم فى المحروسة" فى 102 مكان ومعى الفنان فايد عبد العزيز كشكل فنى يقرب الشعر للناس, ولا تتصور أن الناس فى العديد من الأماكن -على مدى هذا المشوار – كانوا يتفاعلون مع ما أقدم من أوجاع مصرية خالصة تحفز جميع المصريين على الانتفاضة.

وكم رأيت من دموع فى هذه اللقاءات من الجماهير لإحساسها بالقهر ومرارة الواقع المفروض علينا جميعا , وأيضا لا نستطيع إغفال أصحاب الرأى فى معظم الصحف الحزبية والمستقلة, والتى كانت مقالاتهم تحمل الجمرات من الحقيقة, وفى الوقت نفسه كان الحاكم لا يعير كل ذلك اهتماما, فالشعر استطاع أن يقوم بدور إذكاء الفعل التثويرى داخل النفوس, ولا غرو أن آخر مرة قدمت فيها "حبة عشم " فى 19 يناير أى قبل الثورة بستة أيام فى استضافة منى الشاذلى التى كانت خائفة ومرتبكة وغير موفقة ومع ذلك قلت اللاءات الثلاثة الاولةلأ للي واكل قوتي, والثانية لأ للي كاتم صوتي, والثالثة لأ للي عاش على موتي.



**فى أحد دواوينك تعمدت تأصيل الانتماء الوطنى منذ الفراعنة.. حدثنا عن هذه التجرية؟

عشقت مصر وأيقنت أن ارتفاعها ارتفاعا للأمة العربية كلها, وكنت أحد أبناء الفترة التي شهدت فيها مصر كل التضاد ما بين الانتصارات الكبرى والانكسارات الكبرى، ففي عام 1967 أتت المفارقة التي فجرت داخلي فكرة القول والبوح عبر الورق، وهي مفارقة الحياة والموت عندما كانت أمي في زيارة إلى أسرة صديقة وعادت إليّ بخبر أن نجل هذه الأسرة الذي كان جنديا في الجيش قد استشهد في الحرب وفي اليوم نفسه كانت زوجة ذلك الجندي تضع أول مولود لها.

فعندما حكت لي أمي تلك المفارقة تلبَّسني شوق غريب لأن أبوح، لأن أتكلم، لأن أصرخ بلسان هذا الرضيع الذي أتي للدنيا وكتب عليه ألا يرى والده، فكانت أول قصيدة لي لهذا الرضيع الذي جاء للحياة دون أن يرى والده بفعل الحرب فكان اسم تلك القصيدة "صرخة جنين" وكانت هذه القصيدة الميلاد الحقيقي لي في عالم الشعر حيث كتبت على لسان هذا الرضيع كل ما جاء في هذه القصيدة التي نشرت في ديواني الأول "وادي الخوف" الصادر عام **كيف تري المشهد الثقافي؟ من التعسف أن نفصل المشهد الثقافي عن المشهد السياسي، لأن ما حدث من »سيولة« ديمقراطية بعد ثورة 25 يناير جعلنا في اضطرار لقراءة جميع الظواهر النفسية والإنسانية التي طفت علي سطح الأحداث، فعندما نتكلم عن مشروع ثقافي الآن لابد أن يكون في المقدمة كيفية وصول المشهد السياسي إلي بر الأمان.

حدثنا عن العلاقة الجدلية بين المثقف والسلطة؟ العلاقة دائماً متوترة، خاصة إذا كان المثقف يحمل هموم الوطن ومعني بقيم العدالة والحق والخير والجمال، وقالوا قديماً: الكتاب في الفكر القمعي تواجهه الرصاصات.



وماذا عن الفترة القادمة؟

بدأ بقوله: أغرز ظفري في لحمك يطرد كل الدم الفاسد يرجع طاهراً.. ثم استطرد: أؤمن أننا في فترة يغلب عليها الخط الدرامي الجديد علي مدفوعات القرارات السابقة، فنحن أمام مجموعة من شباب الجيل الجديد الذي آمن بقيمة الحرية وأدرك ضرورة تطوير نفسه والوصول إلي رسم حياة قائمة علي الحق والعدل، ونتمني جميعاً أن يتحقق حلمه وحلمنا الذي فشلنا في تحقيقه طوال السنوات السابقة.



هل حلمت بالتغيير؟.. وإلي أي مدي؟

رد علي استحياء.. لا أريد ركوب الموجة والحديث عن نبوءة التوقع وأشياء من هذا القبيل، ولكن يمكن الرجوع إلي كتابي »حبة عشم في المحروسة« وبقراءة الكتاب وجدنا في المقدمة إهداء بعنوان »إلي مصر الجايه« يقول فيه هي مصر فين دلوقتي؟.. أنا كنت شايفها وهي بتحلم بدولة التصنيع، وشفتها لما اتحدت الدنيا وقامت بالسد العالي، وشفتها وهي بتعبر القناة وترجع الكرامة للأمة العربية بأكملها، مين يقدر يقوللي هي فين بقي؟ لسه المزاد شغال علي أرضها، ولسه الحلم بالهرب منها بيخايل عدد كبير من اليائسين في الحصول علي فرصة عمل، وهو فين المصري ابن البلد الذوق.. ما علينا خلونا في العشم نقول لها إنتي رايحة فين؟.. ويعتبر هذا الكتاب صرخة مدوية من فؤاد حجاج للمواطن المصري لينفض الغبار عنه ويستعيد أمجاد الأجداد قبل فوات الأوان.

هل كانت ثورة 25 يناير تصحيحاً لأخطاء ثورة 52؟ آليات وأسباب ودوافع ثورة يوليو 52 تمتد بشريان خفي لثورة يناير 2011 بل لثورة 1919، فالثورات لا تقوم صدفة أو فجأة لمجرد اتفاق مجموعة، وثورات العالم دوافعها واحدة ومراحلها قد تكون كذلك وربما تختلف الأساليب وطرق الطرح، وثورة 25 يناير تحققت علي مراحل بطيئة وهذا ما خلخل الأساس الكامل لروح الثورة، ولذلك أتوقع اندلاع ثورة ثانية تكون جزءاً آخر من الثورة لاستكمال مطالبها التي ربما أعاقها عدم وجود زعيم لها يضع الخطط ويحدد المهام ويراقب النتائج.



**وهل تخشي ما يطلق عليه الثورة المضادة؟

*بدأت أشعر بذلك عندما راقبت كل ما يحدث علي أرض الواقع من فتن ومظاهرات فئوية موجهة وإبراز لبعض الأفكار الدينية التي قد تهدد أمن المجتمع، وهذه مرحلة ثانية من الثورة تتطلب ضرورة مواجهة كل بقايا الفترة القديمة لنعبر بمصر من هذه الأزمة.



**كيف تفسر عدم اهتمام الدولة بالمبدعين في مختلف المجالات؟

الدولة تفتقد الرؤية الصائبة وليس لديها النية للارتقاء بهذا الوطن، وهذا الارتقاء له مفرداته وأدواته ومنها الاهتمام بالمبدعين في المجالات المختلفة من إبداع واختراع واكتشاف وغير ذلك.



**الشاعر فؤاد حجاج.. مازال يؤمن أن الشعر ديوان العرب؟

*الحقيقة أن الرواية أصبح لها دور كبير واتجاهات كثيرة واجتذبت عدداً كبيراً من الكتاب الجدد بطرح جديد أخذ اهتمامات القراء، ولكن ما لمسته خلال وجودي في لجان تحكيم مسابقات الشعر في العديد من المحافل أقول: إن هناك اتجاهاً قادماً من جيل واعد سيعيد للشعر مكانته كأرق نوع الإبداع علي أيدي وجوه شابه لم تتح لها الفرصة من قبل.



** وماذا عن أنواع الشعر المختلفة؟

* لابد أن يوجد أنواع مختلفة من الشعر وقد وجدت في القصيدة النثرية إبداعاً تعبيرياً رائعاً، لأن الزمن قد تغير ولابد أن يعبر عنه بطرق جديدة قد يختلف علي مسمياتها البعض ولكني أنظر إلي المعني للحكم علي المنتج الفني ويمكن بعد ذلك البحث عن مسمي يرضي جميع الأطراف.



**كلمة أخيرة توجهها للمثقفين؟

*جيلي من المثقفين ظل حلم الثورة لديه طيفياً وافتراضياً لأنه لم تكن هناك وسيلة سوي قوله الحق في وجه الحاكم انفصل تماماً عن واقعة فترك لنا العديد من الجروج التي تمس الكرامة والعدالة الاجتماعية والأمان علي أرض الوطن، والآن يجب علي كل مثقف حقيقي أن يعمل علي تنوير المجتمع وإرساء مبادئ الحرية التي هي صنف أصيل للإبداع الجيد، وأن يقوم بدوره الذي أجبر علي تركه أو علي الأقل تم وضع العراقيل أمامه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق