2014/04/30

الشاعر محمد الصاوي يعيد قراءة الشاعر الكبير عبد الدايم الشاذلي






ولد الشاعر / عبدالدايم الشاذلي
بمحافظة كفر الشيخ فى 30 مارس 1952
ورحل عنا فى 2 مارس 1997

وترك على الدنيا
ثلاثة وردات
امل , اميرة , الاء

وديوانين
بصمات منقوشة بالحنين على جدار الزمن
كتاب العشق

نشرت له مجلة الثقافة الجديدة : ( تقاسيم على الرحلة/ بالعدد10 أبريل1986, أغنيه للفتى الراحل/ بالعدد30 مارس1991, صفحات من كتاب العشق/ بالعدد34 يوليو1991, أغنية للمجهول / بالعدد45 يونيو92, المخاض/بالعدد56 مايو93, إشراقات/ بالعدد78 مارس1995 , الصفحة الخامسة من كتاب العشق/ بالعدد92 مايو1996 .)
• قدمت عن تجربته الشعرية عدد من الدراسات منها:
- بصمات منقوشه بالحنين على جدار الزمن/ عبده الزراع/ الثقافة الجديدة/ ع 85.
- دراسة عن الصفحة الثانية من كتاب العشق/ اضاءة77/ د. عبد العزيز المقالح.
- ملف خاص(عبد الدايم الشاذلي وداعا) بالثقافة الجديدة/ع 103 سنة1997.
- ملف خاص( السحابة لسه مليانه مطر) بأدب ونقد/ إعداد وتقديم حلمى سالم / أبريل1997.
• حصل على عدة شهادات تقدير:
- شهادة تقدير من الرئيس الراحل " السادات" بمناسبة العيد الأول للفن والثقافة 1979 .
- شهادة تقدير من وزير الثقافة" يوسف السباعى" عام 1977.
- شهادة تقدير من الثقافة الجماهيرية بمناسبة فوزه فى المسابقة الأدبية فى أعياد سيناء 1983.
- شهادة تقدير من المجلس الأعلى للثقافة عام 1983.
- شهادة تقدير من المركز القومى للطفل عن مسرحيته للأطفال" حلم الولد نجم" 1985.
- تم تكريمه فى المؤتمر العاشر لأدباء مصر فى الأقاليم وذلك لدوره البارز فى الحركة الأدبية عام 1995.
- قدم للسينما فيلم " اللى رقصوا ع السلم" اخراح" ناجى أنجلو"1994.
- قدم فوازير رمضان لإذاعة وسط الدلتا.


يمثل الشاعر عبدالدايم الشاذلي ركيزه أساسية فى حركة شعر العامية المصرية وهو واحد من اول المجددين فى القصيدة العامية
كالعادة كنت انتظر فى اول الديوان ان اقراء اهداء الشاعر
ولكن رحيل الشاعر احال بينه وبين وضع تلك الكلمات الاخيرة التى يكتبها ليراها القارئ اول شئ فى الديوان
لقد رحل عن عالمنا ولم يترك لنا اهداء هذا ليس صحيح
وانما ترك لنا
بصماته المنقوشة بالحنين على جدار الزمن

و كتاب العشق الديوان الذى نحن بصدد الدخول الى عالمه الان

الديوان يقدم موسيقي جديدة تحاول تنظيم القوى العاتية للعاصفة وهى عاصفة تنبت من تناقضات الواقع وجزئياته بعد ان تصطبغ بالخبرة الشعورية .
وقصائد الديوان تحاول فى نجاح ان تخضع اندفاع العاصفة وغضبتها للسلم الموسيقي وان تضيف الى السلم الموسيقي ما يجعلة قادراً على ان يتسع للعاصفة
من هنا جائت فكرة المزج بين الفصحي والعامية للشاعر عبدالدايم الشاذلي والضرورة منه هنا انه لابد ان تكون هناك وقفه حيت التساؤل والتامل والمحاورة الى الاهتداء الى شكل جديد لكى يبداء فى صياغه تجربته الشعرية بطريقة مختلفة عن من سبقوة
ان الدخول الى عالم الحداثة لم يكن باليسير وانما هو محاولة شاقة لخلق نوعاً جديداً وسمه جديدة لشاعر يود التفرد والتميز وهذه المحاولة لم تكن لمجرد ( فرد العضلات ) وانما جائت لكسر حده الملل واشعال دائرة الفكر نحو ما يكتبه هذا الشاعر .
وقصائد الشاعر عبدالدايم الشاذلي تومئ الى اتجاه ثورى يبتعد عن الخطابة والتقرلاير ولا تتهرب من انخاذ موقف كما يذهب البعض
وتلك القصائد نماذج ممتازة لآعتصار اللحظة الدرامية والغنائية من الموقف الانساني وهى تولى ظهرها للرأى النقدى الهزيل الذى يرفض ان تكون التجربة الانسانية اعادة تشكيل للعالم واعادة صياغه وجدانه

رغم السما نعسانه بيطربني نعاسها
ينعكس النوم لجفونى احلم وياها
يتمزج الحلم الوردى ف عيني
ويخلق فيا مرايه
بتعكس ليا حقيقة روحي افزغ
وافتح ف سنانى الكازه ف نص لساني
تتخبطنى حروف المنفى
ياخدنى الموج الدافى ف حضنه فريسه
تتصارع
تخنقنى الميه المالحه الكالحه
وافضل اشرب فيها واشرب
اشرق فجأة
واخر شرقه تشرخ جوفى
افتح عيني الاقيني وصلت الاول تانى
وفتح حنكى بوسع العالم
اطلق ضحكة كبيرة كبيرة بعمق
تدمع عيني واعيط ايامي المش منتهيه
يبكيني الشاعر فيا


اذن الشعر تجربة تتسم بالخصوية تعكس ذات الشاعر حركته فى الحياه مشاعرة , افراحه , احزانه , مغامراته لنحاول ان ننتبع الشاعر عبدالدايم الشاذلي فى قصائدة لكى نتعرف عليه كشاعر وانسان
النص حكاية شعرية اتكأ الشاعر فى بنائها على الصور الحية من ناحية وايراد المعانى على نحو تجريدي من ناحيه ثانية وهذا التوأم بين الصورة والمعنى هما ما يجعلان القارئ موجود على نحو حقيقى فى الحالة الشعرية بتمامها
ان الصمت والوحدة فى ( كتاب العشق ) يعود بالشاعر وبنا الى روح الشحوب المقدس والخلاص الغيبي ومع ذلك يحتفي الديوان بالبستان الارضى فى صدر الحبيبه وشفتيها ويتألق الصباح فى العيون وهو فوق ذلك يمتلئ بالاصرار فى البحث عن المعنى الخصب والميلاد الجديد

وخلقت ف نفسي محطة
عشان انتظرك وتحاوريني
عافرت ف لقب الزحمه
رفعت دماغى ابحلق كل وشوش الاتى
وما بشوفكيش
يا غزالتى الطفله حبيبتي تعالي
ومدى ايديكي وانتشليني
زمنى خلاص بيسافر
والموج بياخدنى ف عبه
وتحت بطاطه بيلويني
وصحاب الكهف الكهنه الامرا اتحاوموا عليه
اتساوموا
فطلقوا كلابهم اه
نهشوني
حبي
مين فينا المنفى
انا
ولا انتى ؟
مين فينا الباحث والمتشعلق وسط الزحمه
شباك العام ليه مسدود
ومحدش شايف منا التانى


يستفيد المتلقى كل الاستفادة من اداه التعبير التى برع الشاعر فى ارهافها والمداومه على استخدامها وهى اللجؤ الى سرد تنتظم فيه الصور الكثيرة المنتزعه من الحياة اليومية فى بناء يشبة ان يكون بناء قصصياً لكى يفضى هذا التتابع القصصي بالحظة الغنائية
وهذة اللحظة الغنائية تستمد نبضاتها من التقابل بالصارخ بين الصورة أو بينها وبين التعليقات الشائعه أو المأخوذة من التراث الشعري

لقد أضافة خبرة الانسان والسيناريست قى تكوين شاعرية عبدالدايم الشاذلي
النضوج الفكرى هو الطابع الغالب على قصائد هذا الديوان لآننا هنا بازاء شاعر لا يصدر عن تجاربه الذاتية بمقدار ما يصدر عن رؤاه الفكرية فهو لا يشعر عن طريق الحس ولكنه يري عن طريق الحدس اعنى انه لا يخوض تجارب الحياه بمقدار ما يتلقى معطيات الوجود فيحيلها الى ذاته ويأخذها على عاتقه ليخرجها بعد ذلك رؤى فكريه ولمنها ليست رؤى خاليه من وهج الوجدان وليس معناه ان شاعرنا يتناول الذى ينتقل بها من التجربه الجزئية الخاصه الى التجربة الكليه العامه وبذلك يرتفع بها الى مستوى قضايا الانسان العام
المنطق الفكرى عنذ هذا الشاعر والذى نعبر من خلالة الى قصائد الديوان هو فكره الصراع
والصرع هنا هو المنطق الذى يقودنا بالضرورة الى أهم سمه من سماته الا وهى النزعه الدرامية فحين يتحدث عبدالديام الشاذلي عن ذلك الطفل المشاغب عبدالدايم الشاذلي يحكى لنا عنه ويقول :


كان طفل
انما كان واعر
يقدر يفهم ( مصطلحات - لوغاريتمات )
ولا كانش يحب السهل
واصعب موقف يتحداه
كان دايماً عايز يعرف يخلق نفسه
كان كان
كان انسان
غفلت ف لحظه عليه خطفوه
وقالوا لى بأتن الدم اتبعتر منه على الاسفلت
يا خسارة والف خسارة
يا زمن النار والموت - الصدفة المرسومه
وصنع الصلبان


ومن هنا لم تكن القصيدة من قصائدة مجرد قطاع طولى أو عرضى للحياة بل هى فى الواقع لوحه مصغرة للحاية فلا تجد فى الديوان ذلك الفصل التعسفى بين قصيدة فى الحب وأخرى فى الحرب وأخرى فى الموت هذة الابواب والمطالع لقصائد الديوان الرئيسية لا يجدها قصائد فى ديوان بمقدار ما يجد ان فى كل قصيدة منها ديوان

لم التقى يوماً بعبدالدايم الشاذلي ولم اراه لكن هذا الشاعر الكبير ترك لنا قصائدة التى ترسم ملامحة وسماته وتكوينه فقد اصبحت الان ارى عبدالدايم الشاذلي واتحدث معه ونتبادل اطراف الحديث ويسمعنى اجمل قصائد العامية

***************

محمد الصاوي محمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق