2014/05/20

عيون جاهين.. أنا باشكى إليك منك ياحبيبى... بقلم الشاعر: محمود الحلواني




أقول ما اقولشى .. أنا خايف اقول أنا خايف ، وخايف أقول اللى ف قلبى تزعل وتعند ويايا .. وكمان ما اقدرشى اقول آه ما اقدرشى اقول لأ .. وياعينى مال الجميل مشغول ومتحير .. قولي له بدرى عليك الحيرة ياصغير، ويابخت من يقدر يقول واللى ف ضميره يطلعه .. يابخت من يقدر يفضفض بالكلام وكل واحد يسمعه .. يقف ف وسط الناس ويصرخ : آه ياناس ..ولا ملام .. ييجى الطبيب يحكى له ع اللى بيوجعه يكشف مكان الجرح ويحط الدوا .. ولو انكوى يقدر ينوح .. وانا اللى مليان بالجروح ما اقدرشى أقول ما اقدرشى أبوح .. والسهم يسكن صدري ما اقدرشى انزعه .. شوفي قد إيه ؟ ما رأيك ياعم صلاح فى حيرتى ماذا أكتب .. قل لى أنت ماذا أكتب ؟ فحيرتى مثل حيرتك .. لا تضحك لو سمحت .. ثم إن رجلك أيضا جت فى الموضوع ، يعنى ملطوط ، ملطوط .. " جالك أوان ووقفت موقف وجود " أرجوك لا داع لحكمتك الآن أريد رأيك .. لاتريد أن تسعفني .. حاضر أنا زعلان منك .. ثم تعالى هنا لماذا لم أرك فى العرض ؟ عرض " عيون جاهين " الذى أعده عن أشعارك أحمد خميس وأخرجته منى أبو سديرة ؟ العرض يا رجل الذى كان فى مسرح العرائس ! ذهبت إلى هناك وأنا أمنى نفسى برؤيتك غير أنك خزلتنى .. تركتهم يأخذون واحدا يشبهك ، ولم تأت .. أخبرنى واحد بأنك كنت تقف وراء الكواليس وتضحك ولم اصدق .. احقا كنت هناك ؟ هل كنت تضحك علىّ ؟ وماذا رأيت فى العرض ؟ ياعم رد الله يخليك .. أظنك كنت تسمع مثلى كلماتك نفسها .. لم تكن بلحمها وشحمها ، سقط عنها اللحم والشحم أليس كذلك ؟ وضعت فى غير سياق .. كانت تلقى هكذا بدون سبب واضح أليس كذلك ؟ لعلك تساءلت مثلى لماذا اختاروا قصائد ورباعيات وأغان واجزاء من اوبريتات ومسرحيات وتركوا أخرى ، خاصة أنه لم تكن هناك ضرورة درامية أو حتى حكائية لهذا الاختيار ؟ أنا مثلا كان يمكننى أن أفعل مثلما فعل صناع العرض وأنا الذى لا أعرف شيئا عن ما يسمونه البناء الدرامى أو الحبكة أو التيمة الأساسية التى صدعوا رؤوسنا بها ، ومع ذلك كان بإمكانى أن أفعل مثلما فعلوا وربما كانت معرفتى بأشعارك ـ وانت تعرف جيدا مدى معرفتى بها ـ ربما كانت تجعلنى أختار خيطا ممتدا يصل بقصائدك اكثر إلى الناس ، ويجعلها أكثر تماسا بك وبهم ، ربما استطعت على الأقل أن أجعل بعض المؤدين ينطقون الأشعار بشكل صحيح بدلا من تلك الأخطاء الغريبة فى نطقها ، وربما كنت أيضا وزعت الأشعار على المؤدين بشكل يحفظها من الضياع . أتمنى أن يكون كلام الرجل صحيحا بأنك كنت فى الكواليس لأن ذلك سيعفينى من قول المزيد من الوصف لما رأيت .. شاهدت بنفسك إذن كيف كان الأطفال ينطقون قصائدك .. شيء طيب لاريب ( حلوه لاريب دى! ) ان يردد الأطفال الشعر وأشعارك أنت بالذات ، ولكن المؤسف هو أن ينطقوها بهذا الشكل الذى يبددها فى الهواء ، أصواتهم لم تقو على حمل كلماتك فما بالك بما تحمل هذه الكلمات من معان وما تحمله كذلك من شحنات عاطفية .. كنت سأفرح لو سمعتها منهم فى النادى أو المدرسة وقد قرروا بدافع حبهم للشعر أن يلقوها فى الإذاعة أو حتى فى عرض جرهم إليه المشرف على النشاط ، ولكن أن أسمعها منهم بهذا الشكل على مسرح الدولة ، فى عرض متكلف ، فهذا ما لم أتحمله .. أنت تعرف طبعا قدر غيرتى عليك فاعذرنى إن أغضبت الأولاد يامن تحب الأولاد .. ثم إنى لم أعرف لا أثناء العرض ولا بعده هل صنع هذا العرض للأطفال أم لكل الأعمار .. لم أجد ما ومن يدلنى على الجواب فوقعت فى الحيرة ، مقاطع كاملة وكبيرة من الليلة الكبيرة ، بل ربما تكاد تكون الليلة الكبيرة كلها ومقدمة بالعرائس بصوت مسجل من الأوبريت نفسه الذى لحنه سيد مكاوى توضع فى سياق واحد مع " بانوا بانوا على أصلكوا بانوا" تغنيها إحدى ممثلات العرض وهى تقلد سعاد حسنى وتزودها حبة ، مقطع كبير من "صحصح لما ينجح " يقدمه ممثلو العرض مع رباعيات تقطع الخلف من رباعياتك الفلسفية العميقة مثل " خرج ابن آدم م العدم قلت : ياه .. رجع ابن آدم للعدم قلت : ياه تراب بيحيا .. وحى بيصير تراب .. الأصل هو الموت ولا الحياه ؟"

اتبرجلت ولم أفهم فهل عندك إجابة تريحنى ؟ ثم إن الجمع بين عجائنك كلها فى عجينة واحدة بلا قوام أمر يفقد أيا منها منطقه وحضوره داخل أى عمل ، فهذه وراء تلك بلا سياق يجمعها ، شيء مجانى يفقدنى الدلالة كما يفقدنى التعرف على هذه وعلى تلك بالنظر إلى طبيعة العرض الذى لا يترك لك الفرصة لتامل لا هذه ولا تلك ، مثلما يمنحنا الكتاب المقروء . هل تريد ان تذكرنى بالشخص الذى كان الجميع يبحث عنه منذ بداية العرض باعتباره خيطا رابطا ، يؤدونه فى مشاهد حوارية كفواصل بين إشعارك ؟ لا لم يكن مقنعا أبدا واظنها كانت حيلة جانبها الصواب والتوفيق ، ولم يكن لها أدنى علاقة بعجائن الأشعار التى راح ممثلو العرض يتبادلونها فيما بينهم تسميعا وتشخيصا أحيانا .. وأظنهم وهذا هو تبريرى لوجود تلك الحيلة كانوا يبحثون عنك انت مثلما كنت ابحث أنا بالضبط .. والفرق بينى وبينهم هو أنني كنت ابحث عنك بينما أسمع كلمات تشبه كلماتك ، بينما كانوا هم يبحثون عنك بينما ينطقون بها . . أين كنت يا( مان ) فقد اربكهم غيابك بقدر ما أربكنى ، عن نفسى كنت اتمنى أن يعثروا عليك سريعا حتى يستطيعوا الانتهاء من العرض فغيابك جعلهم يدورون حول أنفسهم ، وهاتك حته من هنا على حته من هناك لدرجة اننى خفت أن أضطر للسحور فى المسرح .. وتمنيت أمنية أدركت حينها أن أوانها قد فات : ماذا لو كان المعد أحمد خميس استغل التشابه بين اسمه واسم الناقد أحمد خميس ولجأ إليه ليعينه فى إعداد النص إعدادا دراميا جيدا .. واظن الناقد لم يكن سيمانع فى ذلك .. ولكن هه فات أوانه .. دوشت رأسك ياعم جاهين وأرجو ان تسمح لى بالانصراف ، حيث أننى مكلف بكتابة مقال عن العرض ولم أكتبه بعد .. ويادوبك الحق .. تصبح على خير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق