2014/04/14

ديدان الوسط الثقافي




التحاليل أثبتت أن الطفيليات والديدان جزء لا يتجزأ من كل شيء في مجتمعنا المصري وهذا ما أكد عليه تيودور بلهارس عندما أكد أن الجسد المصري وعاء لهذه الطفيليات منذ القدم.... كل هذا لا يعنيني كثيرا لأن أمعاء المصريين قادرة على التصدي لكل هذه الترهات دون أن تفقد شيئا من كفاءتها، ولكن ما يعنيني فعلا في هذا الآونة هو الطرح الذي طرحه الروائي
Samir Elmanzlawy
وتساؤلاته اللي "صدع دماغنا بيها" -لا مؤاخذة يا عمنا ههههه- الوسط، الأدباء، هل سنعود إلى عصر الكلمة الصادقة، هل يمكن أن يقوم شرفاء الثقافة بكنس مدعي الأدب؟... عبد القادر القط... إبداع أيام زمان.. ...
أخي الشاعر على الدكرورى طرح نفس الأسئلة وزاد الطين بلة عندما قال بتفاؤل أنا عندي يقين إن الظواهر دي هتختفي...
الشاعر حمدي علي الدين... أيضا يعيش على نفس الأمل ويقاتل من أجله .. أستاذي الرائعسيد الوكيل... كلما جلست معه وطرحت مثل هذه الأمور أرى في عينيه بارقة أمل لا تفارقهما على الإطلاق... أشعر "أن شيئا ما سيحدث"، بعد كل هذا التفاؤل يفاجئنا القائمون على الثقافة في مصر بإصرارهم على تهميش دور المبدع الحقيقي، وحرصهم الشديد على قتل الورد لصالح الهالوك واللبلاب والأشياء المتسلقة،
تيودور بلهارس مات وهو يعالج المرضى من التيفوس بعد أن أصيب بعدوى هذا الفيرس اللعين، المبدع الحقيقي في مصر يموت هو الآخر وهو يحارب من أجل كرسي على مقهى البستان أو في الأتيلييه.. كرسي.. حتى كرسي المقهى لم يعد له مكان عليه....
الطفيليات قادرة على كل شيء بالفعل، شياطين لا ترى بالعين المجردة، تخترق كل الحواجز دون أدنى معاناة، تتغلغل في كافة الأطراف وتبيض أو تلد أو تنقسم كل حسب طريقته...
الوسط الثقافي لا يحتاج إلى تيودور بلهارس لأن كوارثه على مرأى ومسمع، طفيلياته من نوع فريد، أجسامها ضخمة جدا ورؤوسها خاوية إلا من الدسائس، وقلوبها مليئة ومتضخمة بالحقد والكراهية والغل، تجتاحك بمجرد أن تراك، تتكالب عليك وكأنها ضباع نتنة تتقاسم فريستها بشكل شيك لا يليق أبدا بالضباع، شكل الضباع المثقفة..
أخي الشاعر Hesham Alsabahi... يتعامل مع المسألة بمنطق المحبة هو والكثير من المبدعين الشرفاء... لذا وددت أن أقول له: يا أخي لو الناس في الوسط الأدبي تتعامل مع أنفسها بمنطقك.. الحياة أكيد هتتغير والنفوس هتصفى بجد والصراعات اللي واكله قلوب الناس هتتحول لمحبة ... تخيل شكل الثقافة في مصر ممكن يبقى إزاي لو اتعاملنا بالمحبة مش بسياسة كسر نفس الآخر المتبعة من السبعينيات إلى الآن.. مصر تستحق كتير، والهالوك اللي في الوسط مش هينتهي ويسيب الورد يعيش غير لو ساد قانون المحبة فعلا...

هل يمكن أن يكون هناك وسط ثقافي نظيف... هل يمكن أن تتخلص الثقافة المصرية من "الدمامل" التي شوهت هذا الجسد... ممكن يكون في مكان كبير للفصل بين المثقف الحقيقي وبين اللي جاي عايز فصل محو أمية... فعلا في ناس كتير دخلت الوسط محتاجة محو أمية...
يا ريت نقدر نغير لأن التاريخ مش هيسامح حد أبدا ... والمبدعين اللي بجد إن ما قتلهمش هالوك وسط القاهرة بيقتلهم برد الناس في أطراف مصر... والمؤسسة الثقافية ودن من طين وودن من عجين.. وما زالت ماشية بمنطق "ربنا يولي من يفسد" والعياذ بالله

*********************

سعيد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق