2014/04/13

الشاعرة ميّ منصور.. في حوار خاص مع والدها الشاعر الكبير حمدي منصور



الشاعر "حمدى منصور"

درويش الحرف فى حضرة غياب الكلمة
حوار:مـى منصور






لأول مرة سأحاوره خلسة بصفتى الصحفية وليس صديقته التى اعتاد أن يبوح لها بما بداخله فقط بنظرات عينيه اللتين تشعان فكراً وعبقريه.......
فى حضرة "حمدى منصور" تعجز الحروف عن التعبير؛ من منا لا يحب أن يكون نجم السماء الأوحد ومن منا لا تمثل له الحياة سوى نظرة تأمل .........؟؟؟؟؟
الإجابه: لا أحد سوى "حمدى منصور"
البشر يتكلمون عادة ليصمت او يستمع الجميع إنما "حمدى منصور" صمت ليتكلم عنه الجميع دون عمد او قصد جعل من صمته حدوته يتحاكى بها الناس اختلق الاف الروايات والقصص والاقاويل وراء صمته ذلك الجبل الصامت الملئ بالحمم البركانيه قد يبدو للناظر سطحيا انه خارج نطاق الحياه وإنما هذا ليس صحيحاً بالمرة
بعد تفكير عميق توصل الشاعر "حمدى منصور" إلى ان الحياه تكمن فى التأمل
يمشى بخطوات ثابته مع العلم انه لا يخطط مسبقاً إلى اين يذهب يجلس على المقهى كل مساء يتأمل خطوات الماره ووجوه البشر والعامل والنادل وحركة العربات بالشارع الفاظ ومفردات العصر والشباب وعندما تحاول إقتحام جلسته يعتذر بكل اناقه متحججاً بموعد وشخص ينتظر ولابد ان يلحق به وهذا ليس صحيح إنه فقط يحاول ان يجلس مع "حمـدى" حتى يتوصل الى ماهيته وماذا يريد واين هو ؟؟؟؟
لقد وعى "حمدى منصور" من البدايه ان معركته هى معركه ضد التخلف والجهل بكل انواعه




"حمدى منصور" المولود فى 12/9/1949 مقاتل شارك فى حرب اكتوبر 1973 وفى معارك كثيره كان ضمن قوات القطاع الاوسط
كتب الشعر طفلا لا يتجاوز الثانيه عشره من عمره .إرتبط بالارض والناس مرهف الحس متوهج المشاعر
من قنا وتقاليدها الموروثه وسخونة الارض جاء الشاعر "حمدى منصور" تربى فى شوارع تلك المدينه المعروفه بترابها وشعبها الكريم وقبائلها وعراقتها
"حمدى منصور" أب لأربع بنات يعامل كل منهم على انها وحيدته وجد لثلاث احفاد يعاملهم على انهم اولاده ولا يطيق دمعه تنزل من عين احدهم
إذا تحدثت مع "حمدى منصور" كمحاور او صحفى او شعر للحظه انك تريد ان تجرى معه حوار او برنامج تليفزيونى سيتهرب تماما ليختفى من المشهد وليفى بالوعد الذى اخذه على نفسه بإعتزال تلك الحياه وكأنه يعاقبها ويعاقب من حوله بحرمانهم من ابداعه ويعاقب "حمدى منصور" على رحيل "عبد الرحيم منصور" وهو توأم روحه وعشقه الابدى واجمل قصيده لم تكتمل.
لذلك حرصت ان اكون طبيعيه جداً وانا اتحدث معه
كعادتنا بالساعات الاولى من صباح كل يوم نجلس نتجاذب اطراف الحديث او ربما هو الذى يجتذبنا لاننا لا نسعى للكلام بل هو من يفرض صلتته علينا ما اجمل ان استقبل الفجر من نظرات عينيه الحانيه الصامته وبدأت حوارنا على كلمات غنوة "بياع قناديل" بصوت محمد رشدى ولحن بليغ حمدى وكلمات الكبير
"عبد الرحيم منصور" جلسنا فى صمت تام نستمع الى الغنوه وكأننا نسمعها لاول مره وهكذا كل مره نستمع فيها سوياً الى تلك الغنوه بقينا هكذا الى ان وصلت الى المقطع الذى يضم كلمات :
قفلنا الدار بعد ما راح وهجر الدار
قفلنا الدار
بعد ما كنا قسمنا اللقمة والضحكة وهم المشوار
بعد ما شيلته فى عنيا طول المشوار
قفلنا الدار
وأخذ يردد "حمدى منصور" :
قفلنا الدار بعد ما راح وهجر الدار
قفلنا الدار
بعد ما كنا قسمنا اللقمة والضحكة وهم المشوار
بعد ما شيلته فى عنيا طول المشوار
قفلنا الدار



وبدأت أسترسله فى الاسئله دون ان يشعر وهنا أتى اول سؤال
* من هو بائع القناديل؟
_أجاب على الفور "حمدى منصور"
س:أيهم؟؟؟؟؟حمدى منصور الذى رحل ليبحث عن "عبد الرحيم منصور" ام "حمدى منصور" الذى يجلس امامى؟؟
ج:صمت كثيراً ثم أجاب: الاول لا يفرق عن الثانى سوى انه كان يعلم اين هو؟ اما بالنسبه لـرحمى "عبد الرحيم منصور"فأنا هو وهو أنا مفيش فرق بينا
س:"ع الباب شتا" إسم آخر دواوينك الذى تفاجئت بخبر صدوره بما ان الاسم كان من إختيار إبنتك الشاعره "مى منصور" فماذا عن رأيك فى هذا الاختيار؟؟؟
ج:مى تتمتع بذكاء غير عادى وفطنه غير عاديه وإستيعاب لواقع وتجارب غير مسبوقه لها انما اكتساب من الاخرين اثق بإختياراتها كثيراً وأتنبأ لها بمستقبل هايل ودائما أقول لها جمله لا اقولها لأحد "إنتى حمدى منصور" أعجبت كثيراً بإسم الديوان وأنبهرت بما فعلته مى

س: بلدنا أهى يا ولاد
بلدنا أهيَّه
على البحيره
عجوزه وموطيَّه
إياكو ترمو الطوب عليها إياكو
مين يرحمك يابلدنا م المطاطيه
دى بنت أصل
وكان أبوها أفندى
عنده مراكب ياما ومراكبيَّه
وكان يجوها
زوارها يومى أكابر
يتلمو زى الغنوه ع الطبليِّه
عايقه وكامله
دا عينى ياما رأتها
لكن........
بلدنا أهي ياولاد
بلدنا أهيَّه
على البحيره عجوزه وموطيَّه
منذ اكثر من سنه قبل ثورة يناير كتبت تلك القصيده حدثنا عنها وعن الحاله التى سيطرت عليك وقت كتابتها وهل هى تنبؤ بثوره كبيره وإطاحه بنظام كامل أم ماذا؟؟
ج:بالفعل كتبت تلك الكلمات قبل الثوره بعام وكنت ارى مصر الفاتنه إمرأه عجوز تجلس على البحيره لا تقو على الحركه ضهرها محنى وعلامات العجز تكسو ملامحها وأولاد الحاره يقذفونها بالطوب بلا رحمه وبلا شفقه
عانت كثيرا ولا زالت تعانى اما عن تنبؤى بالثوره فأنا اعيش حالة ثوره دائمه مع حمدى منصور الثوره ليست الهتاف ولا الصوت العالى والشعارات والحشد
إنما هى حاله كل منا يترجمها كما يرى وكما يحلو له
س:الولد، ما على العاشق ملام ، قمرك اخضر يا بلدنا ، ع الباب شتا .....أربع تجارب شعريه وأربع كنوز إبداعيه أى منهم أحب الى قلبك؟
ج:الولد اول دواوينى واول تجاربى الشعريه التى اعتز بها كثيرا كتبت فيه عنى وعن أمى وابويا واخواتى البنات وعن الولد

س:لابد ان استوقفك لأسأل سؤال هام جدا هل كتابتك لقصيدة الولد قبل زواجك بثلاث سنوات كانت تنبؤ لعدم انجاب الولد او ان الله سيقدر لك انجاب إناث فقط؟
ج:قصيدة الولد كتبتها بغرض الحكى عن طقوس انجاب الولد ومكانته فى هذا الزمن او تلك الايام التى كنا نعيشها حيث أقول فيها: دقيله الخرزه على قورته
تحفظه م العين
واطلقى ف وشه البخور
ف صبحية الجمعه
وف ليلة الاتنين
لففيه زاير
شربيه من مية البير الشريفه
ملسى بيده ع التوب القطيفه
نزليه البندر
إوفى ندر الشيخ عويس
ف سوق الحدّ أو سوق الخميس
مسكيه العصايه
ولبسيه الطاقيه
يرقص يغنى بهيه
ويتنى يا امايا
وتزغردى ف الساعه
وفصليله العبايه
وتسرجيله الخيل
وتفهميه الحكايه
من ولدتك رمياك
على صدر القناوى
من كل عين حارساك
ومن العطاشى البلاوى
والمتشوقين للولد
يطلع ويكبر يلف الطاقيه
يفتخرو بيه ف البلد
من ولدتك رامياك
نادره اول ماتيجى عليّا ف دارى
تفض السياله ف حجرى
وتقوللى لمى ودارى
اجرى اجيب التوب
يافرحتى بيك
لما بتدخل عليا وع الكتاف الشال
وف يدك التسويقه
يامروق لنا الحال
خايله ف يدك ساعة البندر
خايل عليك الشال
ياحلاوة ضحتك
اللى بتفرش سكتى بالشمس
وتزهر سكتك
ياحلا سنانك الدهيبى
لما بتضحك
بيزينوك يادهيبى
خايفه عليك
من بنتت البندر
خايفه عليك م العيون الحسوده
ومن مرة عمك بنوده
ومن جميع العيله
خايفه عليك

"يستطرد الحديث بعد ان يبعثر دخان سجائره فى الهواء" كان للولد مكانه عاليه جدا ومن لم يقدر لها انجاب الولد كأنها عاقر لم تنجب ولو أنجبت من البنات ألف ولكن إذا بى أختتم القصيده بكلمات
الاب عايز الولد
والام عايزه الولد
والعيله عايزه الولد
طاب الولد ياولد بالعافيه والشده
ولا الولد بييجى لما تكمل العده؟
لا.......
دا الولد بييجى لما تكمل العدّه
ولم تكتمل تلك العده ولم أعبأ بهذا التنبؤ او تلك الخاتمه دائما اكتب وانا تحت تأثير الوحى فلا أشعر بما كتبت ألا بعد الافاقه من تلك الحاله ومرت الايام وإذا بالجمله تتردد فى ذهنى كلما رزقنى الله بأنثى رغم فرحى الشديد بها إلى ان انجبت إبنتى الرابعه فعلمت أنه تنبؤ صادق مع العلم اننى أعشق بناتى الاربعه جدا ولا اطيق آهه تخرج من فاه إحداهن على سبيل المزاح حتى وأيضا أعشق زوجتى وام ابنائى التى اعتبرها أمى أنا ايضا وليست ام بناتى فقط
س:حمدى منصور الطفل ثم المراهق ثم الشاب والموظف والمسئول عن بيت واسره واولاد حدثنا عن كل مرحله على حده...........
ج:حمدى منصور الطفل شقى جدا جدا جدا لكنه صامت اغلب الوقت يتأمل اكثر مما يتحدث أما عن المراهق فكان يعشق كثير من النساء على الورق فقط حبى الاول ليست بنت الجيران انما صديقه لى فى مدرسة المعلمين وعشنا اجمل قصة حب ولم يجمعنا القدر ولا النصيب وحبى الثانى والاخير زوجتى وام اولادى اعشق الحريه ولا احب المسئوليه إطلاقا ولذلك اقدر زوجتى فهى من يتحمل كل شئ من مسئوليات البيت والبنات وانا شخصيا
س: إيه أخبار فروجك يامه؟
بتربى وبيعيش
بتحطيله بسه بردّه وعيش
إياكى تكونى بتربى فروج عروج
أوعى تنسينى السنه ديّه
سدر العريان ليّا
ديك الفروج ليّا
وإيه أخبار الفروجه البكريّه
دى كانت يامه عليها بيضه
البيضه منها تكفى طابور جمعيّه
أوعى تفرطى ف البكريّه
خليها ترمى البيضه السنويّه
تطلع كتاكيت
ترعى ف البيت
وتشاورى ع سدر العريا للقاعدين
انه بتاعى
أوعى تطمعى يامه ف سدر العريان
ومفيش داعى
دا مره قولتيلى يامه
ان عميت عينى ياولدى
مايعماش قلبى
دا انت ف قلبى ياولدى حاجه بتحبى
واقولك بالعربى
انت قلبى
ابو الحسين إيه اخباره يامه؟
بينط الحيط وياكل فراريج؟
أوعى تنامى يامه
وعينك تغفل
ينزل ابو الملاعين ومين يحوش
يكنس فروجنا المتربى جوا الحوش
خلى ف ايديكى جريد واوعى تنامى
سلام يا امى
يا اجمل حته ف طين الارض
راح ازورك ف كل منامى
واصرخ واقولك
اوعى تنامى
اوعى تنامى
أعتُقِلت بعد إلقاء تلك القصيده بجامعة اسيوط عام 1986 رغم انها رمزيه جدا وبعيد كل البعد عن المباشره حدثنا عن تلك الواقعه مع فك رموز القصيده؟؟

ج:نعم نزلت من المسرح فى ايد احد الضباط وكان يقول لى أبدعت ولا يجب ان تنزل بغير تشريفه ههههههههههه القصيده رمزيه ولكن من بينهم من يهتم بالشعر ويفهمه جيدا وربما يكتب الشعر رموز القصيده ربما تكون واضحه ولا تحتاج الى القاء كثير من الضوء "الام هى الوطن والفروج الشعب الطيب وسدر العريان اجمل ما في الوطن ملكى انا وابو الحسين العدو الآثم" أعتقلت فتره كبيره لم ار فيها الشمس تجربه مريره جدا لما شاهدته فيها من عذاب ولكنها مفيده وثريه للكتابه




س:حمدى منصور الرافض الثورى دائما وبطل حرب اكتوبر العظيم حدثنا عن واقعة الاعتقال العسكرى التى تعرضت لها اثناء فترة الحرب وسببها؟؟؟
ج:كان هناك شخص ذات رتبه عسكريه كبيره جدا ومسئول عن الكتيبه التى كنت اخدم فيها طلب منى ان اكتب في فخامته قصيده وعندما رفضت وبشدهوقلت لا بصوت عال فى وجهه اعتقلنى ستة أشهر قضيت فترة إعتقالى وانا فى غاية السعاده لإننى قلت لا فى وجه من إرادنى ان اطيعه غصباً
س:فى إحتفاليه كبرى بمحافظة قنا كان يحضرها المحافظ ومدير الامن والكثير من القيادات الهامه فى المحافظه طُلِب من الشاعر "حمدى منصور" ان يُقدم الاحتفاليه بكلماته المميزه وإذا بالمقدمهتتحول لختام ويترك السيد المحافظ القاعه ويتبعه الحاشيه بسبب كلمات حمدى منصور

إرو لنا تلك الواقعه تفصيليا؟؟
ج:كانت إحتفاليه كبرى بمناسبة العيد القومى للمحافظه وبالفعل صعدت على المسرح لأفتتح الحفل بكلماتى وقلت قصيده بعنوان "أكوام تراب" والتى اقول فيها
الليل اهو مرمى هنا
ع البيوت
وع الفساقى
والقنا
دافن هلالك
نجمياتك
والغنا
والليل اهو مرمى هنا
.............
وف التراب
نايمه الترب
قصارى صبار
حزنانه على الميتين
ملفوفه زى سوار
حوالين القبور والاضرحه
حوالين انين البت
المطروحه فوق المشرحه
بتشبع الشهوه
بأنات الرضا
بأنات السكوت
ساكنه ليالى الجبل
خايفه كلام الناس
وكرابيج البيوت
خايفه كلام الناس
وكرابيج البيوت
خايفه يطلع فجر اصفر تتفضح
ويشوف عليها الكلاب
وكل كلب يزق اخوه ويقول انا اهو
مشيراً بأصبعى على المحافظ فنظر الى مندهشاً فقمت بتكرار الكلمات مشيراً اليه ثانية وثالثاً ثم غادر الحفل وأُغلق الستار
س:إيزافيتش ، شارع شهاب بالمهندسين ،السجاير الكينت ، السيده زينب والسيد الحسين حدثنى عن ذكرى تلك الاماكن فى ذاكرة "حمدى منصور".............
ج:كلهم رحمى "عبد الرحيم منصور"
صمت للحظات طويله وكأنه يرى كل منهم على حدا ثم عاود الكلام
إيزافيتش المكان المفضل لـعبد الرحيم منصور وسط البلد دايما كنا بنسهر فيه ونقابل صحابنا ، شارع شهاب منزل عبد الرحيم منصور الذى الذى أسبق خطواتى لأصل له وأرتمى بأحضانه الدافئه ، السجائر الكينت لم أدخنها إلا أثناء تواجدى مع عبد الرحيم منصور على سبيل الدلال والدلع والرفاهيه اما الحسين فهو ملجأى بعد وفاة عبد الرحيم بعدما رحل وتركنى كنت امتضى القطار قاصداً القاهره التى لم أرها إلا بعيونه فإذا بى اصل وأذهب إلى بيته ولكنى لم أجرؤ على صعود السلم أنظر للمنزل وأقول لنفسى الوقت تأخر كثيراً بالتأكيد رحمى نام وأذهب لأنام بالحسين أو السيده زينب على وهم ان رحمى حياً لم يمت إنما فى إغفائه قصيره وأقول لنفسى أغف قليلا ربما استيقظ أجده امامى فأستيقظ وإذا بى امام واقع لم يتغير فأتخذ القطار عائداً لقنا بلا رحمى ولكن أعود بوجعى الذى لا املك دونه الى يومنا هذا
س:ما العوامل التى أثرت على الشاعر "حمدى منصور" كى تنجب لنا ذلك الموهبه الفريده؟؟؟
ج:عشقى للموروث الشعبى والتراث والمواويل وسخونة الارض وقربى من العامه والناس البسيطه والصدق وأمى السيده زينب اسماعيل الخلاوى وانشاداتها التى كنا ننعس عليها ونستيقظ عليها
س:فضلت الاستقرار بقنا بعد رحيل عبد الرحيم منصور ام حباً بقنا ام كلاهما معاً وهل ممكن ان تذهب لتعيش بالقاهره فيما بعد او خلال تلك الايام ؟؟
ج:كنت ارى القاهره بعيونه هو فقط "عبد الرحيم منصور" وعندما رحل اصبحت اسير فيها كالكفيف الذى لا يرى خطو اقدامه احب قنا ولكن هذا ليس سببا لإبقائى فيها ، أما بالنسبه فكرة انتقالى للقاهره ف المرحله القادمه فأعتقد أننى سأتطع ان افعل هذا لاننى اود اراها بعينيها "الشاعره مى منصور" إبنتى وإمتداد لجذور منصور الشعريه
س:كيف ترى الشاعره "مى منصور" وما مدى فرحتك بها وبماذا تنصحها ؟؟؟
ج:مى شاعره متميزه ولها حس مفرد وإحساس مرهف وعال جدا وانا فخور بها وسعيد الى ابعد مدى ومتوقع لها مستقبل باهر فأنا راهنت عليها الغد ودائما اقول لها "انتى حمدى منصور" وأنصحها ان تجعل القصيده كل همها والا تلتفت لكلام البعض ممن يحاولون إحباط الشباب والجيل الصاعد


س:الشاعر الحقيقى انعكاس لموهبه ولكن ذلك لا يكفى لإنتاج ما نصبو اليه من إبداع ....ما هى العوامل التى تسهم فى تشكيل هذه التجربه ؟؟
ج:هناك عوامل عديده لعل ابرزها البعد الثقافى وثقل الموهبه وحسن الاصغاء للمكان والزمان والتعايش مع المجتمع وهذه العوامل كلها إضافه للحظ تنتج شعرا جيداً
س:كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوى والمفردات الجنوبيه الصادقه التى تمتلكها النابعه من القلب فكيف تفسر ذلك؟
ج:فى هذه الحاله فإنهم لا يمتلكون الادوات الثقافيه والمعرفيه للابداع
س:من هم الشعراء اللذين تقرأ لهم ومن هو شاعرك المفضل؟؟
ج:أقرأ للجميع وأفضل الكثير ممن أبدعو على مر العصور حتى يومنا هذا واولهم المتنبى اما عن العاميه فطبعا بيرم التونسى وقبله مولانا ابونواس وحداد وجاهين وغيرهم الكثير
س:هل تعبت من كتابة الشعر؟
ج:هناك قوه خفيه وغامضه تدفعنى للكتابه فأنا لا اكتب عمداً بقصد الكتابه ولو كنت اكتبه لكان لدى العديد من الكتب
س:إذن الشعر هو تعبير عن الاحساس ؟؟
ج:يجب ان يكون هناك قوه داخليه وغامضه
س:إذن الشعر ليس صناعه؟؟
ج:الشعر إلهام وصناعه وموهبه فالموهبه وحدها لا تكفى لبلورة شكل الشعر وبالتالى يأتى دور الحرفه او الصناعه
س:ما مدى تأثير السجن على حمدى منصور؟؟
ج:علمنى كيف اكتب والرقابه علمتنى ان اصر على ما كتبت
س:هل الوطن اجمل وانت بعيد؟؟
ج:نعم بالتأكيد كل شئ متخيل أجمل من الواقع لإن الوطن المتخيل يشارك فيه التأليف فأنت تتخيله وترسمه وتتوقعه بأحسن شكل
س:هل تشعر بالغربه وانت فى احضان الوطن؟؟؟
ج:دائما اشعر بالغربه وهذا جزء من تاريخى العاطفى
س:هل تحميك ملكة الشعر من هذا الشعور ؟؟
ج:هذا التوتر ينتج شعراً
س:لو لم تكن شاعرا فماذا كنت تتمنى ان تكون؟؟؟
ج:بياع قناديل او شاعرا
س:ماذا تقول لحمدى منصور؟؟
ج:أفتقدك كثيراً
س:لو جلس حمدى منصور وسأل نفسه حول ما انجزه فماذا يقول ؟؟؟
ج:انا لا يعنينى فى حياتى الا نصى الشعرى وارجو ان احاكم بناء على ذلك
س:ما الذى يشكله الزمن كبعد شعرى ووجودى ؟؟؟
ج: الزمن في القصيدة ليس هو الزمن خارج القصيدة..زمن القصيدة يكاد يكون سيكولوجيا أوفلسفيا بامتياز، بل هو كذلك بالفعل، الزمن الشعري قابل للانفساح والاختزال تبعا لرؤى الشاعر وتجاربه، ما يطبعه هو القدرة على التحرر والتعدد بشكل جميل،وهي قدرة لا يمنحها الزمن العادي أو الزمن خارج القصيدة، زمن القصيدة أو الزمن الشعري تمّحي فيه وبه الحدود بين الماضي والمستقبل، فيعبّر عن "لاوعي جمعي" كما يعبر عن "أنا نرجسية"، وقد يعكس انصهار جمهرة من الشخوص والأصوات كما قال أوكتافيو باث يوما. اعتقد أن القصيدة أجمل آلة وأفضلها للسفر عبر الزمن..في علاقتي بالزمن أحاول دائما أن أحسم ذلك الصراع الأسطوري(أسطورة كرونوس/الزمن) لصالحي بأن أقصفه أو أصدّ ضرباته شعرا، هل نجحت؟ لست أدري؟ المهم أني أحاول، وفي المحاولة انتصار وانكسار...


س: ما هو الحلم الذي تحمله كشاعر وكيف تريد مستقبلك؟
ج: ما أحلم به الآن أعيشه الآن، المستقبل أدعه للمستقبل، أحاول أن "أكسر سنة التعوّد" بالشعر كما قال الشاعر سان جون بيرس..لا أحب الحدود والإطارات، أعشق الحرية لأتحرك في كل طريق، كما تقول الفلسفة الهندية القديمة...مهمة الشاعر ليس أن يحلم ولكن "أن يدلّ على الطريق" كما قال فيكتور هيغو...
س: يقولون أن لكل شاعر شيطان شعري، ألديك أنت الأخر شيطان أم ما تكتبه فيض خيال وموهبة؟
ج: "الشاعر شيطان نفسه"
س:ما هى كلمتك لجيل اليوم؟؟
ج:أنظرو كثيراً إلى الامام اكثر مما تنظرون للخلف المستقبل امامكم فاحترموه والوقت مهم فأستغلوه وكونو على استعداد لمواجهة الزمن
*****************************************



هذا هو حوارى مع شاعرنا الكبير "حمدى منصور" الذى اجريته على عدة ايام وليس بهذا الشكل اطلاقا انه كان عباره عن دردشه ولحظات صمت عميقه وطويله جدا وانا من اصاغه فى شكل سؤال وجواب


هذا هو "حمدى منصور" درويش الحرف فى حضرة غياب الكلمه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق